شهدت مدينة الضالع، صباح يوم الخميس، تظاهرة جماهيرية واسعة شارك فيها آلاف المواطنين من مختلف مديريات محافظة الضالع، في فعالية احتجاجية حاشدة دعا إليها المناضل صلاح الشنفرة، رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات الاحتجاجية التي تُنظم لليوم الثالث على التوالي.

وامتلأت شوارع المدينة بالمتظاهرين الذين خرجوا حاملين أعلام مايسمى الجنوب، ورددوا هتافات منددة بالسياسات المفروضة على الجنوب.

وعبر المشاركون، بقوة ووضوح، عن رفضهم لما وصفوه بـ"الاحتلال الداخلي والتجويع الممنهج" الذي يعانيه أبناء الجنوب، جراء تدهور الأوضاع المعيشية، وانهيار الخدمات، وتهميش الجنوب سياسيًا واقتصاديًا.

وتجولت المسيرة الحاشدة في الشارع العام، حيث جابت الميادين الرئيسية بالمدينة ذهابًا وإيابًا، وسط هتافات جماهيرية صاخبة، ترددت فيها شعارات ثورية مثل: "الاستقلال أو الموت"، "جنوبنا ليس للبيع"، "لا للتجويع، لا للهيمنة"، و"الضالع ترفض الوصاية"، في مشهد تعبوي يعكس تصاعد الغضب الشعبي وتوسع نطاق الحراك الجنوبي الرافض للواقع الراهن.

وأكد المشاركون أن هذه الفعالية تأتي في إطار التصعيد السلمي المستمر، دفاعًا عن حقوق الشعب الجنوبي غير القابلة للتصرف، مشيرين إلى أن استمرار الصمت الدولي والمحلي أمام معاناة الجنوب، دفع الجماهير إلى التعبير عن موقفها بطرق سلمية لكنها حاسمة.

وأشار منظمو الفعالية إلى أن دعوة المناضل صلاح الشنفرة لاستمرار التظاهرات أسبوعيًا، تهدف إلى ترسيخ ثقافة المطالبة بالحقوق عبر الطرق السلمية، وتوحيد صوت الشعب الجنوبي في وجه ما وصفوه بـ"السياسات التهميشية والاستئثارية".

وأعرب نشطاء وقيادات محلية عن تقديرهم للحضور الجماهيري الكبير، مشيرين إلى أن التظاهرة تعكس حالة الانتفاضة الشعبية الواسعة، وتمثّل رسالة واضحة إلى جميع الأطراف المحلية والإقليمية بأن شعب الجنوب متمسك بقضيته العادلة، ولن يتوانى عن الدفاع عنها بالوسائل المشروعة.

في المقابل، دعت جهات مراقبة إلى ضرورة الاستجابة لمطالب الجماهير المشروعة، وفتح قنوات حوار جاد وشامل، لتفادي تفاقم الأوضاع، وتحقيق تسوية سياسية عادلة تضع الجنوب على طريق الاستقرار والعدالة.

وتُعد هذه التظاهرة إحدى أبرز الفعاليات الجماهيرية التي تشهدها الضالع في الفترة الأخيرة، وتُعزز من زخم الحراك الجنوبي في مراحله الحالية، في ظل ترقب واسع لتطورات المشهد السياسي في الجنوب.