في واحدة من أبشع الجرائم منذ بدء الحرب على غزة، قُتل 23 فلسطينيًا أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية قرب محور نتساريم، ضمن حصيلة دموية بلغت 51 شهيدًا منذ فجر الخميس بنيران الاحتلال، وسط تصاعد وفيات المجاعة التي تحاصر القطاع المنكوب.

مصادر طبية أكدت أن مستشفيات غزة استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جثامين 111 شهيدًا، في وقت وثّقت فيه وزارة الصحة وفاة 12 شخصًا بسبب الجوع وسوء التغذية خلال اليومين الماضيين، مما يعكس فداحة الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسكان.

القسام تتبنى عمليات قنص واستهداف شرق غزة
ميدانيًا، أعلنت كتائب القسام قصف تجمع لجنود وآليات الاحتلال بقذائف الهاون شرق حي التفاح، إضافة إلى قنص جندي إسرائيلي في المنطقة ذاتها يوم الأربعاء.

كما أكدت القسام في بيان سابق تنفيذ عملية قنص مزدوجة يوم العاشر من يوليو الجاري في شارع بغداد بحي الشجاعية، استهدفت خلالها جنديين إسرائيليين بشكل مباشر.

حماس: لا تفاوض تحت الحصار والمجاعة
سياسيًا، شددت حركة حماس على أن العودة إلى طاولة المفاوضات مرهونة بإنهاء المجاعة ووصول المساعدات إلى مستحقيها، مؤكدة أن التفاوض تحت وطأة الجوع "يفقد أي معنى أو جدوى"، خاصة بعد انسحاب الاحتلال من المحادثات دون مبرر.

ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف ما وصفته بـ"المجزرة الجماعية"، وضمان إدخال الغذاء إلى سكان القطاع بلا قيود، محذرة من أن سياسة التجويع بلغت مرحلة "لا تُحتمل" وتشكل تهديدًا لحياة أكثر من مليوني إنسان.

عائلات الأسرى: لا لصيغ مجتزأة
من جهتها، شددت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى في صفقة واحدة، رافضة بشدة أي حلول جزئية أو مجتزأة "لا تمت للمنطق العسكري أو الأخلاقي بصلة".

الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل المساعدات.. وحماس لا تعطل
في السياق الإنساني، نقلت شبكة "سي إن إن" عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة تأكيده أن القيود الإسرائيلية على دخول الشاحنات هي السبب الرئيسي في عرقلة إيصال المساعدات، مضيفًا أن "حماس لا تعطل قوافل الإغاثة بشكل كبير"، وداعيًا الولايات المتحدة إلى الضغط على حكومة تل أبيب لتغيير موقفها.

احتجاجات في تل أبيب.. وباريس تجدد رفضها للحل العسكري
وفي الداخل الإسرائيلي، اعتدت الشرطة مساء الخميس على متظاهرين في تل أبيب خرجوا بالآلاف مطالبين بوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، وفق وسائل إعلام محلية. القناة 12 الإسرائيلية تحدثت عن غضب شعبي يتصاعد ضد سياسة القتل والتجويع وتجاهل ملف الرهائن.

على الصعيد الدولي، جدّد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في تصريح لقناة الجزيرة رفض بلاده لأي حل عسكري في غزة، مؤكدًا أن باريس متمسكة بحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن "عمليات الاستيطان غير شرعية ومبنية على أراضي الدولة الفلسطينية لعام 1967".