فارق المعلم عبدالسلام علي قاسم الحياة متأثراً بإصابات بالغة تعرض لها جراء عملية دهس مروّعة نفذتها مركبة تابعة لمليشيا الحوثي قبل يومين في منطقة الحوبان شرق محافظة تعز، حيث لاذ السائق بالفرار تاركاً الضحية ينزف على الطريق دون تقديم أي مساعدة.

تفاصيل الحادث المأساوي

وفقاً لمصادر محلية وإعلامية، كان المعلم وهو من أبناء مديرية مذيخرة في محافظة إب، يتواجد بالقرب من حديقة "دريم لاند" في الحوبان عندما صدمته مركبة عسكرية تابعة للمليشيات الحوثية بعنف، مما تسبب في إصابته بجروح قاتلة في الرأس.

أفاد شهود عيان أن سائق المركبة المليشياوي فرّ فوراً من موقع الحادث، متجاهلاً حالة الضحية الخطيرة، وهو ما أدى إلى تفاقم حالته نتيجة النزيف الحاد. وبعد دقائق من الحادث، قام مواطنون بنقل المعلم إلى المستشفى، حيث دخل في غيبوبة إلى أن أعلنت وفاته اليوم نتيجة عدم تلقيه العناية الطبية الفورية.

ردود أفعال غاضبة واستنكار واسع

أثار الحادث استياءً واسعاً في أوساط السكان المحليين والنشطاء، الذين وصفوا الحادثة بأنها "جريمة مروعة تُضاف إلى سجل الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين". كما طالبوا بتحقيق عاجل ومحاسبة الجناة، وسط مخاوف من إفلاتهم من العقاب كما حدث في حوادث مشابهة سابقة.

من جهتها، لم تصدر المليشيات الحوثية أي بيان رسمي حول الواقعة، فيما تُواصل تواجدها العسكري الكثيف في مناطق تعز، حيث تتكرر حوادث الاستهداف والاعتداءات على المدنيين.

المعلم عبدالسلام.. سيرة تضحية وانقطاع عن التعليم

يُذكر أن الضحية كان أحد المعلمين المخلصين في تعز، حيث عمل لسنوات في تدريس الطلاب رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة بسبب الحرب. وقد نعته أسرته وزملاؤه بمشاعر مؤلمة، مشيرين إلى أنه كان "رمزاً للعطاء والتضحية".

وتعيش محافظة تعز أوضاعاً إنسانية وصحية متردية بسبب الحصار المفروض عليها من قبل المليشيات، مما يفاقم معاناة المدنيين ويحول دون حصولهم على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية الطارئة.