في السنوات الأخيرة، أصبح تطبيق تيك توك أكثر من مجرد منصة ترفيهية فحسب،بل تحول إلى مساحة واسعة لصناعة المحتوى على مدى أبعد، وبات يعبرعن جيل كامل من الشباب، غالبًا دون سن الخامسة والعشرين ،جيل يعيش على الإيقاع السريع، ويعبرعن نفسه في مقاطع لا تتجاوز الدقيقة ولكن هل ما نراه من هذا الجيل هو قمة الإبداع؟ أم سقوط في فخ السطحية؟

إبداع لا يُنكر

من الإنصاف القول إن تيك توك أتاح فرصة غير مسبوقة للشباب للتعبير عن أنفسهم بحرية، بعيدًا عن قيود الإعلام التقليدي الروتيني،حيث تجد من يقدم محتوى علميًا بطريقة مرحة، وآخر يعلم اللغات أو المهارات الحياتية اليومية، بل إن بعض الشباب استطاعوا بناء مسيرة مهنية كاملة بفضل إبداعهم على هذا التطبيق فقط دون الخروج إلى الحياة المهنية على أرض الواقع.

وقد أعاد تيك توك تعريف "الشهرة"، فلم تعد حكرًا على الفنانين والسياسيين، بل أصبحت متاحة لكل من يملك فكرة، وكاميرا، وثقة بالنفس.

السطحية الزاحفة

لكن الوجه الآخر للتطبيق لا يخلو من القلق. فمع الانتشار الكبير للمحتوى التافه أو المكرر، وسباق "الترندات"، أصبحت الشهرة ترتبط أحيانًا بمن يثير الجدل على نطاق اكبر، لا بمن يقدم قيمة علمية اخلاقية وانتشرت ثقافة الـ"فيك"، والتقليد الأعمى، والبحث عن التفاعل بأي ثمن، حتى لو على حساب الذوق، الأخلاق، أو حتى احترام الذات.

وهنا تبدأ الأسئلة: هل نربي جيلًا يرى أن النجاح يعني فقط عدد "اللايكات"؟ هل أصبحت نظرتنا للحياة تُختصر في مقطع مدته 30 ثانية؟

المسؤولية جماعية

لا يمكن تحميل الجيل كامل المسؤولية فالمجتمع، والمدرسة، والأسرة، والإعلام، كلهم شركاء والمطلوب ليس محاربة تيك توك، بل توجيهه تشجيع المحتوى الجيد، وتمكين الشباب من أدوات تفكير نقدي، بدلًا من إغراقهم في "الترفيه المستمر".

تيك توك ليس عدوًا، لكنه مرآة ويعكس ما نسمح له أن يعكسه ،فهل نريد أن نرى جيلًا مبدعًا، طموحًا، ومؤثرًا؟ أم نكتفي بصورة زائفة نضحك عليها الآن، ثم نندم عليها لاحقًا؟ وتظل الاسئلة تطرح نفسها إلى أن نستقر على بر الجواب