شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة فجر اليوم الخميس موجة عنيفة من القصف الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد 21 فلسطينيا وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، وذلك في أحدث سلسلة من الجرائم المتكررة التي يشنها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين. وقد طال القصف منازل المدنيين وخيام النازحين وأحياء سكنية مكتظة، في مجازر لا تتوقف منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

قصف عشوائي يحصد الأرواح

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بأن استشهاد 21 فلسطينيا جاء نتيجة قصف عدة أهداف مدنية في قطاع غزة، أبرزها شقة سكنية في برج الصالحي غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث قضى 4 مدنيين بينهم طفلتان، كما استشهد 4 آخرون إثر قصف استهدف شقة بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر أيضًا عن عدد من الإصابات الخطيرة في صفوف المدنيين.

الشيخ رضوان تحت النيران

لم تسلم منطقة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة من القصف، حيث هاجمت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة زقوت بمحيط مسجد النور المحمدي، ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين، بينما أُصيب عدد آخر بجروح جراء تدمير المنزل على رؤوس ساكنيه، ضمن سياسة استهداف المنازل المكتظة بالسكان.

خان يونس تفقد أسراً بأكملها

وفى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تواصلت المجازر بعد قصف منزل مأهول بالسكان في المعسكر الغربي، ما أدى إلى استشهاد مواطن وزوجته، كما استشهدت طفلة في قصف استهدف خيمة للنازحين غرب المدينة، بينما أدت غارة أخرى بطائرة مسيرة إلى استشهاد امرأتين في خيمة تأوي نازحين فرّوا من مناطق القتال.

دير البلح تنزف من جديد

لم يكن وسط قطاع غزة بمنأى عن الجرائم الإسرائيلية، إذ أكدت مصادر محلية أن استشهاد 5 فلسطينيين في مدينة دير البلح جاء نتيجة استهداف مباشر لمجموعة من المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية شرقي المدينة، فيما أُصيب آخرون بجروح، بعضهم في حالة حرجة، وهو ما يزيد من معاناة السكان في ظل ظروف المجاعة وسوء التغذية.

حصيلة العدوان ترتفع إلى أرقام كارثية

مع هذا التصعيد الأخير واستشهاد 21 فلسطينيا خلال الساعات الماضية، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 61,158 شهيدا، فيما تجاوز عدد المصابين 151,442 شخصا، من بينهم أكثر من 11,800 من منتظري المساعدات، إضافة إلى 193 شهيدا بينهم 96 طفلا نتيجة المجاعة وانهيار الأوضاع الصحية في القطاع.

مأساة غزة تتواصل وسط صمت دولي

رغم وضوح حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، لا تزال الجرائم ترتكب في وضح النهار وسط غياب موقف دولي فاعل يردع الاحتلال عن ممارساته. ويبقى المدنيون في قطاع غزة، وبينهم أطفال ونساء ومسنون، الضحية الأولى لهذا العدوان، حيث يتكرر مشهد استشهاد 21 فلسطينيا يوميًا، دون أفق واضح لوقف النزيف.