واصل حراك الكرامة السلمي لأبناء مناطق الواحدي بمحافظة شبوة، صباح اليوم، تنفيذ سلسلة من المبادرات المجتمعية الهادفة إلى تحسين الأوضاع المعيشية وتعزيز الخدمات الأساسية في مناطقهم، وذلك من خلال حملة واسعة شارك فيها مئات المتطوعين لإزالة الرمال المتحركة التي عطّلت حركة السير على خط الحامية في مديرية رضوم.

وتأتي هذه الحملة استجابةً مباشرة لمناشدات متكررة من أهالي المنطقة، الذين عانوا خلال الفترة الماضية من شلل شبه تام في حركة المرور على هذا الخط الحيوي، جراء تراكم كميات كبيرة من الرمال المتحركة التي غطت جزءاً واسعاً من الطريق، خصوصاً مع تزايد سرعة الرياح الموسمية في الآونة الأخيرة، ما أدى إلى تفاقم معاناة المسافرين وسكان المديرية، وعرقلة تنقل البضائع والخدمات الأساسية.

وأكد مشاركون في الحملة أن الفِعل الجماعي والعمل التطوعي يمثلان نموذجاً يحتذى به في ظل غياب التدخلات الرسمية والحلول الدائمة من الجهات المعنية، مشيرين إلى أن انسداد الطريق أثر سلباً على حياة المواطنين اليومية، سواء في التنقل للعمل أو تلقي الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن تأثيره على حركة التجارة والنقل بين المديريات.

وفي تصريح له، أوضح نائب قائد حراك الكرامة السلمي، الفندم عوض منصور العظمي، أن هذه المبادرة تأتي في إطار الرؤية المجتمعية الشاملة التي يتبناها الحراك، والتي تركز على تعزيز دور المواطن في بناء وصون البنية التحتية المحلية، وسد الفراغ الناتج عن تأخر أو غياب الخدمات الرسمية.
وأضاف العظمي: "إن هذه الحملة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بل هي جزء من سلسلة مبادرات تطوعية تهدف إلى تحسين الطرق، وتنظيف الميادين العامة، وصيانة المرافق الحيوية، بالتنسيق مع أهالي المنطقة ومؤسسات المجتمع المدني".

وشدد على أن حراك الكرامة السلمي سيواصل تنفيذ مثل هذه المبادرات في مختلف مديريات مناطق الواحدي، داعياً الجهات الرسمية إلى اتخاذ إجراءات جادة ودائمة لمعالجة مشكلة الرمال المتحركة، من خلال إقامة سواتر رملية أو زراعة النباتات المقاومة للرياح، لمنع تكرار هذه المشكلة في المستقبل.

وأعرب العظمي عن تقديره الكبير للجهود الكبيرة التي بذلها المتطوعون من أبناء المنطقة، الذين خرجوا بمحض إرادتهم، حاملين أدوات بسيطة، لإعادة فتح الطريق وخدمة مجتمعهم، مؤكداً أن هذه الروح الوطنية والانتماء المجتمعي تُعدّ نموذجاً للعمل الجماعي المسؤول والبناء.

وقد لاقت الحملة استحساناً واسعاً بين صفوف المواطنين، الذين أشادوا بمبادرة الحراك ووصفوها بـ"الخطوة الملموسة في ظل غياب الحلول الحكومية"، داعين إلى دعم هذه المبادرات وتوسيع نطاقها لتصل إلى باقي المديريات المتضررة.

ويأتي هذا النشاط في سياق حراك الكرامة السلمي الذي يواصل منذ تأسيسه نهجاً تكاملياً يجمع بين المطالبة بالحقوق المشروعة وتقديم خدمات مجتمعية، في محاولة لتعزيز الاستقرار وتمكين المجتمعات المحلية من إدارة شؤونها بروح وطنية ومسؤولية اجتماعية عالية.