رفضت إيران بشكل واضح خطة الحكومة اللبنانية المتعلقة بمحاولة نزع سلاح حزب الله، مؤكدة عبر تصريحات رسمية أن هذا القرار يعود بشكل حصري إلى قيادة الحزب دون تدخل من أي جهة خارجية. جاء هذا الموقف الإيراني بعد إعلان حزب الله رفضه للمبادرة الحكومية، وهو ما زاد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في لبنان.

دعم غير مشروط من طهران

صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة تلفزيونية مساء الأربعاء، أن طهران تدعم حزب الله في قراراته بشكل كامل، موضحاً أن "أي قرار بشأن نزع سلاح حزب الله سيبقى شأناً داخلياً يخص الحزب وحده". وأضاف عراقجي أن إيران لا تتدخل في قرارات الحزب، لكنها تسانده في مواقفه ومبادئه، وهو ما يعكس الموقف التقليدي الإيراني تجاه الحليف اللبناني القوي.

إعادة بناء القوة بعد الحرب

أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن حزب الله استطاع، بعد المواجهات التي خاضها ضد إسرائيل العام الماضي، أن يعيد بناء قدراته العسكرية والتنظيمية. ولفت إلى أن محاولات نزع سلاح حزب الله ليست وليدة اللحظة، بل تكررت مراراً في السابق، لكنها فشلت بسبب قوة الحزب وفعالية سلاح المقاومة، الذي أثبت نفسه في ميادين المواجهة.

موقف حازم من نصر الله

أكد عراقجي أن خطاب الأمين العام لحزب الله الأخير، والذي حمل لهجة صارمة، كان بمثابة تأكيد على تمسك الحزب بسلاحه واستعداده لمواجهة أي ضغوط. كما أشار إلى أن الحزب يمتلك القدرة الكافية للدفاع عن نفسه في حال قررت أي جهة انتزاع سلاحه بالقوة أو عبر وسائل الضغط السياسي.

قرارات داخلية لا تقبل التدخل

أوضح العراقجي أن مسألة نزع سلاح حزب الله لا يمكن أن تُحسم إلا من داخل الحزب نفسه، مؤكداً أن إيران ليست طرفاً مقرراً في هذا الشأن. كما شدد على أن بلاده تدعم المقاومة اللبنانية بوصفها خط دفاع أول ضد التهديدات الإسرائيلية، لكنها لا تفرض أي مسار سياسي أو عسكري على حلفائها.

انعكاسات إقليمية متوقعة

يثير موقف إيران الرافض لخطة نزع سلاح حزب الله تساؤلات بشأن مستقبل الاستقرار الداخلي في لبنان، كما يعيد تسليط الضوء على التوازنات الإقليمية في المنطقة. ويأتي هذا التطور في وقت يعيش فيه لبنان أزمات سياسية واقتصادية خانقة، وسط انقسام داخلي حول دور حزب الله وسلاحه في المرحلة المقبلة.