ارتقى خلال الـ24 ساعة الماضية، 8 فلسطينيين شهداء بسبب المجاعة وسوء التغذية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء. وبهذا، يرتفع إجمالي عدد ضحايا الجوع إلى 188 شهيدًا، بينهم 94 طفلًا، في مؤشر صارخ على فشل المجتمع الدولي في كبح سياسة "التجويع الممنهج" التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أكثر من مليوني إنسان في القطاع المحاصر.

وفي تطور صادم، كشف مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، عن تسجيل 95 إصابة بمتلازمة "غيلان باريه" العصبية النادرة، بينهم 45 طفلاً، مرجعًا انتشارها إلى تلوث المياه وسوء التغذية الناتجين عن الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات. وأكد البرش أن عدد الإصابات المسجلة خلال فترة قصيرة يفوق المعدلات السنوية الطبيعية، التي لا تتجاوز حالة واحدة فقط سنويًا.

وأوضح البرش أن المرض يبدأ بفقدان تدريجي للقدرة على تحريك العضلات، يبدأ من الأطراف السفلية، ثم ينتقل إلى الأعلى، ويصل أحيانًا إلى الجهاز التنفسي، مسببًا الوفاة في حال غياب العلاج.

وأعلنت الوزارة، يوم أمس، وفاة ثلاثة مرضى أصيبوا بالمتلازمة، بينهم طفلان تحت سن الخامسة عشرة، مؤكدة أن محاولات إنقاذهم فشلت بسبب انعدام العلاجات الأساسية في القطاع، الذي يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وتحذر وزارة الصحة من أن استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المواد الطبية والمغذيات، يُنذر بـ"كارثة صحية حقيقية"، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على انهيار المنظومة الصحية، التي تكاد تنهار بالكامل تحت وطأة الحرب والتجويع.

منذ 7 أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا عسكريًا على غزة، أودى بحياة 60,933 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وأصاب 150,027 آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع، حيث لا تزال جثث الضحايا تحت الركام، دون قدرة طواقم الإسعاف على الوصول إليهم.

وتفاقمت الأزمة الإنسانية بعد إغلاق الاحتلال للمعابر منذ 2 مارس الماضي، ومنع دخول الوقود والمساعدات الإغاثية، إلى جانب رفضه السماح بدخول المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض، أو فتح المجال أمام إعادة الإعمار، ما زاد من معاناة المدنيين وعرقل وصول أي استجابة طبية فعالة.