نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مهرجان الأطاولة يعيد إحياء "الحراثة التقليدية" بالثيران وسط تفاعل الزوار - كورة نيوز, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 06:27 مساءً

"الحراثة التقليدية" في الباحة.

شهد مهرجان الأطاولة التراثي في نسخته الثامنة إقبالًا واسعًا من الزوار، بعد أن أعادت فعالياته إحياء عملية الحراثة التقليدية باستخدام الثيران، في مشهد استثنائي يعكس عمق ارتباط أبناء منطقة الباحة بتراثهم الزراعي. ويُنظم المهرجان من قبل جمعية التنمية الأهلية بالأطاولة، ويُقام داخل سوق الربوع التاريخي، حيث تم تسليط الضوء على نمط المعيشة في الماضي، حين كانت الزراعة تعتمد كليًا على الحيوانات في حرث الأرض وزراعتها.
شرح تفصيلي لطرق الحرث القديمة
المزارع متعب العمري أوضح أن مزارعي الباحة كانوا يتهيأون في مواسم محددة لعملية تهوية الأرض وتقليب التربة باستخدام المحراث الخشبي، بهدف الحفاظ على جودة التربة وضمان جاهزيتها للموسم الزراعي الجديد. وأضاف العمري أن الحراثة تبدأ بربط ثورين عبر أداة خشبية تُعرف بـ'النِّير'، تُوضع على رقبتي الحيوان لتثبيتهما معًا، ومن ثم تُشبك بأداة تُدعى 'السِّكّة' وهي قطعة حديدية ذات نصل حاد تُثبت خلف المحراث، وتُستخدم في شق التربة وتقليبها.
الأدوار الزراعية ومهام الفلاحين
وبيّن العمري أن عملية الحراثة التقليدية يتشارك فيها فلاحان؛ أحدهما يضغط على المحراث لضمان غرسه في التربة، بينما الآخر يقوم بنثر البذور بشكل دقيق ومنتظم. بعد هذه المرحلة، يُستخدم 'المكم' أو 'المدسم' وهي خشبة عريضة تُجر بواسطة الثيران أو الجمال لمساواة الأرض وتغطية البذور، ما يساهم في حمايتها من الطيور والتقلبات المناخية. وأشار العمري إلى أن هذه العملية كانت تُصاحبها أناشيد تراثية يُنشدها الفلاحون، ما يضفي جوًا من الحماس والتعاون أثناء العمل.
مهرجان يحاكي الهوية ويعزز الانتماء
من جانبه، أكد رئيس الجمعية والمشرف على المهرجان الحسين بن عثمان الزهراني، أن مهرجان الأطاولة التراثي يُعد نافذة على التراث الزراعي لمنطقة الباحة، مشيرًا إلى أن فعالية الحراثة التقليدية تعبّر عن الوفاء لتاريخ الأجداد وارتباط الإنسان بأرضه. وبيّن الزهراني أن عروض الحراثة تُقام خلال الفترة المسائية على مدار عشرة أيام، ولاقت إعجاب الزوار والمصورين ومحبي التراث، لما تحمله من مشاهد حقيقية تعكس الماضي الجميل وتُسهم في الحفاظ على هوية المنطقة الزراعية.
الباحة: أرض زراعية غنية ومتنوعة
تُعد منطقة الباحة من أهم المناطق الزراعية في المملكة العربية السعودية، لما تتمتع به من مناخ معتدل، وتضاريس جبلية، وسهول خصبة، ساعدت على تنوع المحاصيل وجودتها. ورغم التطور الزراعي الحاصل اليوم، فإن استحضار هذه الممارسات التراثية يعزز الوعي بأصالة الماضي ويُكمل مسيرة الحاضر بأدواته الحديثة.
اقرأ ايضا
0 تعليق