ابتكر علماء طريقة غير تقليدية لتوصيل اللقاحات عبر الفم، باستخدام خيط تنظيف الأسنان بدلاً من الإبر، في خطوة قد تُحدث تحولاً في مجال التطعيم، لا سيما للأشخاص الذين يخشون الحقن أو يصعب تلقيحهم بالطرق التقليدية.

وفي الدراسة، التي نُشرت في "دورية نيتشر"، استخدم الباحثون أعواد خيط تنظيف الأسنان مضافًا إليها مكونات لقاح لتطعيم 50 فأراً على مدى أربعة أسابيع. وبعد تعريضها لسلالة قاتلة من الإنفلونزا، نجت الفئران الملقحة بالكامل، على عكس المجموعة التي لم تتلق اللقاح. وأظهرت الفئران استجابة مناعية قوية وشاملة، حيث وُجدت أجسام مضادة للفيروس في البراز، واللعاب، والرئة، والطحال، وحتى نخاع العظم، ما يشير إلى مناعة طويلة الأمد.

وعند الانتقال إلى البشر، طُلب من 27 متطوعاً استخدام أعواد أسنان مطلية بصبغة طعام لمحاكاة إدخال اللقاح، وأظهرت النتائج أن الصبغة وصلت إلى أنسجة اللثة في حوالي 60% من الحالات، مما يدل على إمكانية امتصاص فعلي عبر هذه المنطقة شديدة النفاذية.

ويُعد الفم من المداخل الحيوية للفيروسات، لكن إيصال اللقاحات من خلاله كان يواجه صعوبات بسبب قوة دفاعات الجسم الطبيعية. إلا أن هذه التقنية الجديدة المبنية على خيط تنظيف الأسنان قد تُوفر حلاً عملياً، يسمح بتجاوز تلك العقبات ويفتح آفاقاً جديدة في تصميم لقاحات غير مؤلمة وأكثر سهولة في الاستخدام مستقبلاً.