أظهرت تجربة سريرية حديثة نتائج واعدة لحبوب منع الحمل غير الهرمونية الخاصة بالرجال، حملت الاسم المؤقت YCT-529، حيث تم التأكد من سلامتها في جرعة فموية واحدة تصل إلى 180 ملغ دون تسجيل آثار جانبية سريرية مقلقة.

وتناولت الدراسة، التي نُفذت بتعاون بين شركة "يور تشويس ثيرابيوتيك" وجهات بحثية في بريطانيا، 16 رجلاً بصحة جيدة، تلقى 12 منهم الدواء و4 دواءً وهمياً، بهدف تقييم السلامة العامة، والتحمل، والتأثيرات الدوائية. وبعد المتابعة الدقيقة لمدة 336 ساعة، لم تُسجل أي مضاعفات خطيرة، باستثناء حالة واحدة لاضطراب نظم قلبي مؤقت لم يرافقه أي أعراض.

وأكدت البيانات أن الوظائف الحيوية، ومستويات الهرمونات الجنسية كالتستوستيرون والهرمون المنبه للجريب، بقيت ضمن المعدلات الطبيعية، كما لم يُلاحظ أي تغيير في المزاج أو الرغبة الجنسية أو الأداء الجنسي، وهو ما يعزز مكانة الدواء كخيار واعد دون تدخل هرموني مباشر.

وأشارت النتائج إلى أن تناول الطعام يزيد من امتصاص الدواء، بينما لم تُظهر التحاليل الدموية والكيميائية أي انحرافات ذات دلالة، باستثناء ارتفاع طفيف وعابر في مؤشرات الالتهاب المرتبطة بالنظام الغذائي. ومن اللافت أن مستويات YCT-529 في الدم وصلت إلى معدلات سبق أن أثبتت فاعليتها في تقليل إنتاج الحيوانات المنوية لدى حيوانات التجارب.

وتُعد هذه الخطوة جزءاً من جهود متواصلة لمعالجة محدودية الخيارات المتاحة للرجال، والتي تقتصر حالياً على الواقي الذكري أو قطع القناة الدافقة. وتجري الآن دراسات جديدة بجرعات متكررة تمتد حتى 90 يوماً لتقييم الفعالية طويلة الأمد، ما يُمهّد الطريق لإدخال تحول نوعي في وسائل منع الحمل الذكورية مستقبلاً.