أكد الإعلامي مصطفى بكري أن مصر تواجه مؤامرة مُحكمة تستهدف زعزعة استقرارها وتقويض مؤسساتها، مشدداً على أن الوضع الحالي ليس صدفة عابرة، بل جزء من مخطط إقليمي أوسع يهدف إلى إسقاط الدولة المصرية، على غرار ما يحدث في دول أخرى بالمنطقة

وفي برنامجه “حقائق وأسرار” على قناة NNi المصرية، أوضح بكري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نبّه منذ البداية إلى مخاطر “الفوضى الخلاقة” و”مشروع الشرق الأوسط الجديد”، مؤكداً أن ما يحدث من دمار واحتلال في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا ليس محض صدفة، بل يندرج ضمن مخطط ممنهج لتقسيم المنطقة بأكملها، بما في ذلك سيناء والأماكن المقدسة، وذلك بالتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة

وأضاف بكري بحسرة: “ما نشاهده في غزة يدمي القلوب كل يوم، لا يوجد من يستطيع إيقاف هذه المأساة أو حتى تفسيرها، الأطفال يموتون تحت الأنقاض، والمنازل تنهار على رؤوس ساكنيها، والناس يعانون من الجوع، ولا أحد يصغي إلى صرخات مصر أو غيرها، العالم فقد قيمه الأخلاقية والإنسانية، ونحن نعيش في زمن الاستبداد والتآمر على أمتنا”

وشدد بكري على أن بعض الجماعات تساهم في تنفيذ هذا المخطط من خلال نشر الشائعات وإثارة الفتن، بالإضافة إلى محاولات تقويض الثقة في الجيش والشرطة، موضحاً: “هناك بعض المغفلين يتظاهرون بالبطولة على حساب الوطن، يقفون في صف إسرائيل ضد المقاومة، ويرتكبون أبشع الجرائم، ويتحولون إلى أبواق للأصوات الأجنبية، يتشدقون بالحرية، ولكنهم في الحقيقة مجرد أدوات لتنفيذ أجندات خارجية، هذه ليست بطولة أو نزوة، بل مجرد إرضاء لأسيادهم في الخارج، يجب التصدي لهؤلاء الخونة، لقد بات الشعب يعرف من هو الوطني ومن يتآمر على وطنه”

وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى سلاح خطير في هذه الحرب، حيث تُستخدم حسابات وهمية تحمل أسماء مؤسسات إعلامية مرموقة مثل الأهرام والوطن واليوم السابع والجمهورية والأسبوع لنشر الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة، وإعادة ترويجها من قبل بعض الشخصيات المعروفة، وأضاف أنهم “يمتلكون الآن أدوات حديثة”، وأنهم يقومون بنشر الشائعات و”أرقام التنظيم” عبر هذه المنصات

وكشف بكري عن إحباط محاولة لتهريب كائنات نادرة وسامة عبر مطار القاهرة الدولي الأسبوع الماضي، بما في ذلك 40 عقربًا من فيتنام، وخمسة من أخطر العقارب البرازيلية، وعشرات الثعابين السامة، معتبراً ذلك “كارثة بيئية”، وتساءل: “من الذي جلب هذه الكائنات؟ إنه أجنبي، وما هو هدفه من إلقائها في مصر؟ ولماذا الآن تحديدًا؟ إنه يسعى لإحداث كارثة، لماذا أقول هذا؟ لأن الحرب قد بدأت ضد مصر، الحرب بدأت ضد الرئيس الذي يعيق مخططاتهم، نفس الخطة التي أفشلها الرئيس السيسي في 30 يونيو لتقسيم الشرق الأوسط الجديد، حريق هنا، حادث هناك، هل هذه مجرد صدفة أم أنها خطة مُدبرة؟ هذا ما نريد أن نعرفه، هل نحن على أعتاب نقطة تحول؟”

واسترجع بكري ذكرياته وتحذيراته من “خطة لتدمير العراق” في عام 2003، والتي اعتبرها البداية الحقيقية لمشروع التقسيم، مؤكداً أن ما وصفته كونداليزا رايس ومادلين أولبرايت بـ “الفوضى الخلاقة” لم يكن مجرد تحليل نظري، بل خطة تم تنفيذها في العديد من الدول بهدف تقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة

واتهم بكري جماعة الإخوان المسلمين بالتعاون مع الولايات المتحدة، مستنداً إلى لقاءات هيلاري كلينتون وخيرت الشاطر، والدور الذي لعبه السفير الأمريكي السابق في الضغط على الجيش المصري، واصفاً ذلك بأنه “جزء من خطة كبرى لمنع الجيش من التدخل إلى جانب الشعب في 30 يونيو”، وأضاف: “إنها خطة واسعة النطاق، تهدف إلى ضمان ألا يبقى للمصريين وطن”

واختتم بكري حديثه قائلاً: “لن ينسى من خرجوا في 30 يونيو وهتفوا باسم السيسي أبدًا أن هذا القائد قد أنقذ البلاد من الدمار”، مؤكداً أن الشعب المصري أصبح أكثر وعيًا ولن ينخدع بالشعارات الكاذبة مرة أخرى، ومشدداً على رفضه القاطع لمحاولات زرع الفوضى

واختتم بيانه بهذه الكلمات: “نحن في أمس الحاجة إلى وحدة وطنية شاملة لتجاوز حالة الإحباط الراهنة، والتكاتف والتعاضد، الوطن بحاجة إلى موقف حاسم، والإصلاح يجب أن يكون حقيقيًا، لا يعقل أن يتدخل الرئيس في كل صغيرة وكبيرة لحل المشاكل، فمن لا يستطيع تحمل المسؤولية عليه أن يرحل، لأن أمن الدولة والنظام السياسي يأتي في المقام الأول، يجب أن نعمل على إزالة كافة أسباب التوتر”