وجه دولة رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، اليوم الاثنين، بتخصيص موازنة استثنائية طارئة لإعادة تشغيل مستشفى 22 مايو الجراحي التخصصي في مديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن، وذلك في خطوة تهدف إلى استئناف تقديم الخدمات الصحية الحيوية للمواطنين، خصوصًا من فئات ذوي الدخل المحدود.

وأصدر رئيس الوزراء، خلال لقائه مدير المستشفى الدكتور ناصر هرهره، توجيهات صريحة لوزارة المالية بالعمل على اعتماد موازنة استثنائية تغطي مدة الثلاثة الأشهر القادمة، بهدف تذليل الصعوبات المالية التي أدت إلى توقف المستشفى عن مزاولة نشاطه الطبي والجراحي خلال الفترة الماضية.

وأكد دولة رئيس الوزراء على أهمية تأمين كافة المستلزمات التشغيلية الضرورية من أدوية، ومعدات طبية، ورواتب للعاملين، وتكاليف صيانة، بما يمكن المستشفى من استئناف عمله بكفاءة وتقديم رعاية صحية ملائمة للمرضى، لا سيما في مجال الجراحات التخصصية التي يُعد هذا الصرح الطبي من المراكز الرائدة فيها.

وأشار بن بريك إلى أن إعادة تشغيل المستشفى يأتي في إطار حرص الحكومة على تحسين الواقع الصحي في العاصمة المؤقتة عدن، وضمان وصول الخدمات الطبية إلى جميع شرائح المجتمع، وخصوصًا الفئات الأكثر احتياجًا، مؤكدًا أن الدولة ملتزمة بدعم المرافق الصحية الاستراتيجية التي تقدم خدماتها بجودة عالية وبتكاليف ميسرة.

وخلال اللقاء، استمع رئيس الوزراء إلى شرح مفصل من الدكتور ناصر هرهره حول التحديات المالية والإدارية التي واجهت المستشفى، وأدت إلى تعطيل عمله، مشيرًا إلى أن توقف المستشفى أثر بشكل مباشر على آلاف المرضى الذين يعتمدون عليه كمصدر رئيسي للعلاج الجراحي التخصصي، خاصة من غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج في المراكز الخاصة.

كما استعرض مدير المستشفى عددًا من المقترحات العاجلة للتعامل مع هذه التحديات، والتي تشمل تفعيل الدعم الحكومي المستدام، وتعزيز الشراكة مع المنظمات الطبية الدولية، وتحسين بيئة العمل داخل المستشفى لجذب الكوادر الطبية المؤهلة.

وأكد الدكتور هرهره أن إعادة تشغيل المستشفى سيمثل نقلة نوعية في المشهد الصحي بالعاصمة عدن، حيث يُعد "22 مايو" من المرافق الطبية النادرة التي تقدم جراحات متقدمة في تخصصات مثل العظام، والجهاز الهضمي، والجراحة العامة، بأسعار رمزية تُسهم في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين.

حضر اللقاء إلى جانب مدير المستشفى، كل من الدكتور علي عطبوش، مدير مكتب رئيس الوزراء، ونائب وزير المالية هاني وهاب، اللذين أكدوا خلال الاجتماع على أهمية التعاون المشترك بين الوزارات والمؤسسات المعنية لضمان تنفيذ التوجيهات الحكومية بشكل سريع وفعّال.

ويُعد مستشفى 22 مايو الجراحي التخصصي من المشاريع الصحية المهمة في عدن، حيث يخدم عشرات الآلاف من المرضى سنويًا، ويُنظر إلى إعادة تشغيله كخطوة جوهرية في تعزيز البنية التحتية الصحية، وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الطبية، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.