نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”لم آكل منذ 5 أيام”.. مسن يتساقط لحمه من الجوع أمام العالم في قصة تلخص المجاعة في غزة - كورة نيوز, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 10:54 مساءً
منذ أيام لم يذق لقمة، ولا يعرف إن كان ما يعيشه هو الحياة أم مرحلة ما قبل الموت.. في إحدى خيام النزوح التي بالكاد تقي من حر الشمس أو لسعة البرد، يرقد سليم عصفور، رجل سبعيني من بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، وقد خسر صوته ووزنه وكل ما تبقى من قواه.
اعتاد سكان الحي سماع صوته مؤذنًا من مسجد الصحابة، لكن هذا الصوت اليوم أصبح مجرد همس بالكاد يُسمع. أما جسده، فقد ذبل إلى النصف؛ من 80 كيلوغرامًا إلى 40 فقط، بفعل سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة، التي لم تبقِ من الكرامة ولا الجسد شيئًا.
ظهر العم سليم في مقطع فيديو صادم يتحدث فيه عن معاناته، قائلًا إنه لم يأكل رغيف خبز واحد منذ خمسة أيام. بدا كمن يخاطب العالم من عمق الحصار، لا صوت له إلا صدى الألم، وجسد منهك تحوّل إلى صرخة إنسانية تتجاوز حدود الصورة.
سريًا، ومن دون أن تطلق رصاصة واحدة، تُنفذ إسرائيل سياسة قتل جماعية عبر الجوع. وقد تحوّلت صورة العم سليم بجسده النحيل إلى رمز صادم لهذه الجريمة، بعد أن انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل، محدثة موجة من الغضب والاستنكار.
"هذه ليست لقطة من فيلم خيال علمي، ولا صورة معدّلة بالذكاء الاصطناعي"، يقول أحد النشطاء، مضيفًا: "هذا جسد إنسان حقيقي.. حيّ، لكنه يُذوَّب بالجوع على مرأى من العالم".
وفي ظل هذا الواقع القاسي، أعلنت مصادر طبية في غزة، يوم الإثنين، وفاة الرضيع سند محمد سعد بسبب الجوع وسوء التغذية. كما أفادت وزارة الصحة بتسجيل خمس وفيات جديدة خلال 24 ساعة فقط، جميعهم من البالغين، نتيجة المجاعة التي حصدت حتى الآن أرواح 180 شهيدًا، بينهم 93 طفلًا.
وسط كل هذا، تواصل بعض الوسائل الإعلامية الأميركية والإسرائيلية – وحتى العربية – إنكار المجاعة، متحدثة عن "تحسن مرتقب" و"دخول مساعدات". لكن الحقيقة على الأرض تتكلم بلغتها القاسية: لا مساعدات كافية، ولا طعام، ولا رحمة.. فقط جوع يفتك بأجساد الأبرياء بصمت مرعب.
ليس العم سليم حالة فريدة، بل هو شاهد من بين عشرات، وربما مئات الحالات التي تكشف أن ما يحدث في غزة اليوم هو موت جماعي ببطء، يُرتكب برعاية عالم يتفرج.
0 تعليق