تصاعدت اليوم الجهود الشعبية لأبناء مدينة تريم في محافظة حضرموت، في حملة مكثفة تهدف إلى منع دخول شحنات القات إلى مدينتهم، في خطوة تعكس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا بمخاطر هذه النبتة على الصحة العامة والنسيج الاجتماعي والاقتصاد المحلي.

حملة شاملة ضد أضرار القات

أكد أهالي تريم أن حملتهم لا تقتصر على الأبعاد الصحية والاجتماعية السلبية لتعاطي القات، بل تمتد إلى الجوانب الاقتصادية الخطيرة، خاصةً فيما يتعلق بتأثيره على استقرار العملة الوطنية. وأشاروا إلى أن تجارة القات تساهم بشكل كبير في تهريب العملات الأجنبية إلى مناطق سيطرة الحوثيين، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية في المناطق المحررة ويُضعف قيمة الريال اليمني.

مطالبات بتشديد الرقابة الأمنية

طالب المواطنون السلطات المحلية والأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتها في حماية المدينة من تسرب القات، عبر تشديد الرقابة على المداخل الرئيسية وتعزيز الحملات الأمنية لضبط أي محاولات لتهريب هذه المادة. وأكدوا أن استمرار تدفق القات يعني استنزافًا للموارد المالية وتهديدًا للأمن المجتمعي.

تأييد واسع للمبادرة

لقيت الحملة تأييدًا واسعًا من قبل نشطاء ومثقفين ورجال دين، الذين أشادوا بجهود الأهالي في التصدي لآفة القات، معتبرين أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا يحتذى به في المدن اليمنية الأخرى. ودعوا إلى تعميم التجربة وتكثيف التوعية بمخاطر الاستهلاك اليومي للقات، الذي أصبح عبئًا على الأسرة اليمنية وصحتها واقتصادها.

يأتي هذا التحَرّك في وقت تشهد فيه اليمن أزمات متعددة، تتفاقم بسبب العادات الاستهلاكية التي تستنزف الدخل الفردي وتُضعف الإنتاجية. وتبقى تريم مثالًا لانتفاضة مجتمعية تهدف إلى حماية مستقبل الأجيال من أخطار تهدد كيان المجتمع على مختلف المستويات.