في جريمة بطيئة لا تقل فتكاً عن القصف، يواصل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة حصد الأرواح، حيث أعلنت وزارة الصحة، مساء الجمعة، عن تسجيل ثلاث حالات وفاة جديدة جراء المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا التجويع إلى 162 شهيداً، بينهم 92 طفلاً.

وقالت الوزارة إن الضحايا الجدد هم طفلان وشخص بالغ، مشيرة إلى أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد ونقص الغذاء والدواء، وسط غياب أي تحرك دولي فاعل.

وبينما تحذر المنظمات الإنسانية من انهيار الوضع الغذائي والصحي في القطاع، دعت الوزارة مجددًا المجتمع الدولي إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى من الأرواح، وتسهيل إدخال المساعدات.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أطلق إنذارًا في 27 يوليو/تموز، محذرًا من أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا طعامًا منذ أيام. وقال روس سميث، مدير الاستجابة الطارئة بالبرنامج، إن أزمة الجوع بلغت مستويات غير مسبوقة من اليأس، مشيرًا إلى أن 100 ألف طفل وامرأة يواجهون سوء تغذية حاد.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، قيد الاحتلال دخول المساعدات بشكل متعمد، ليتحول الحصار إلى سلاح إبادة جماعية عبر التجويع، خاصة بعد إغلاق كافة المعابر في 2 مارس/آذار.

ورغم التصريحات الإسرائيلية عن "السماح" بدخول مساعدات منذ الأحد، إلا أن ما يتم إدخاله لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للقطاع، البالغ 600 شاحنة يوميًا. وفي المقابل، تحدث المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن حالات سرقة منسقة للمساعدات جرت تحت حماية إسرائيلية.

ومع استمرار الحصار وغياب التحرك الدولي، ارتفعت حصيلة الإبادة إلى نحو 208 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، وجيش من الجوعى والنازحين يعيشون كارثة متواصلة منذ أشهر.