كشفت منظمة الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن مقتل 1373 أثناء انتظار المساعدات في قطاع غزة منذ بداية مايو الماضي، نتيجة استمرار الحصار وتدهور الأوضاع الإنسانية. وأوضحت المنظمة في بيان عاجل بثته قناة "القاهرة الإخبارية" أن هذه الحصيلة المؤلمة تمثل أحد أكثر مظاهر الانهيار الإنساني خطورة، وتعكس فشلًا عالميًا في حماية السكان المدنيين من المجاعة والموت البطيء.

وأكدت التقارير الأممية أن عمليات القتل التي يتعرض لها المواطنون أثناء تجمعهم في نقاط توزيع الغذاء لا يمكن تبريرها بأي سياق أمني أو عسكري، بل هي مؤشر واضح على تعمد منع الإغاثة وتجويع المدنيين كأداة للضغط.

“غزة الإنسانية” تتحول إلى فخ للموت

وصفت الأمم المتحدة النموذج الإسرائيلي المعتمد في إيصال المساعدات بأنه "فخ موت"، لا يهدف إلى التخفيف عن السكان بل إلى مفاقمة معاناتهم. وأشارت إلى أن ما يُسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" هو مسار يؤدي في كثير من الحالات إلى القتل بدل الإنقاذ، حيث ينتظر المدنيون ساعات طويلة في ظروف شديدة الخطورة، ليواجهوا في النهاية نيرانًا مباشرة أو غارات مفاجئة.

ويأتي تصريح المنظمة بعد توثيق متكرر لحالات مقتل 1373 أثناء انتظار المساعدات، وسط تأكيدات بأن الغالبية العظمى من الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن.

تنديد دولي واسع بممارسات الاحتلال

وفي سياق متصل، أدانت 28 دولة غربية من بينها بريطانيا وفرنسا "القتل اللاإنساني للمدنيين" و"التوزيع المتقطع للمساعدات"، مؤكدة أن النموذج الإسرائيلي في تسليم المعونات يعزز مناخ الفوضى ويزيد معاناة السكان المحاصرين. وأكد البيان المشترك أن ما يجري في غزة يعد من بين "أبشع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث".

وذكر البيان أيضًا أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن السياسات التي تسببت في مقتل 1373 أثناء انتظار المساعدات، ما يضعها في مرمى المحاسبة القانونية الدولية.

غياب الضمانات يهدد أي مسار إنساني

أوضحت الأمم المتحدة أن غياب أي ممرات آمنة وضمانات لحماية المدنيين يجعل من جهود الإغاثة مغامرة خطيرة قد تنتهي بالموت بدل الإنقاذ. وقد دعت المنظمة إلى ضرورة إنشاء ممر إنساني تحت إشراف دولي عاجل يسمح بإدخال الغذاء والدواء دون تعريض حياة الفلسطينيين للخطر.

وأشارت إلى أن تكرار حوادث مقتل 1373 أثناء انتظار المساعدات يوضح أن الأمر ليس مجرد نتائج جانبية، بل سياسة ممنهجة تمنع الحياة وتمنح الموت.

الأمم المتحدة: لا استقرار دون وقف استهداف المدنيين

شدد البيان الختامي الصادر عن الأمم المتحدة على أن استمرار استهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية لا يخدم أي هدف سوى استمرار العنف والانهيار، مؤكدًا أنه لا يمكن الحديث عن استقرار في غزة طالما لم يتم إنهاء هذه الانتهاكات فورًا.

كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بالإدانات اللفظية، بل باتخاذ إجراءات عملية توقف نزيف الدم وتحاسب المسؤولين عن مقتل 1373 أثناء انتظار المساعدات، في واحدة من أكثر المآسي دلالة على فشل الضمير العالمي.