في تصعيد مأساوي مستمر لحرب الإبادة والتجويع على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن تسجيل 7 وفيات جديدة خلال 24 ساعة نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 154 شهيدًا، بينهم 89 طفلًا.

وقالت الوزارة إن استمرار الوفيات اليومية يعكس واقع المجاعة التي باتت واضحة رغم محاولات إنكارها، مؤكدة أن أقسام الطوارئ في المستشفيات تكتظ يوميًا بحالات حرجة ناجمة عن نقص الغذاء والماء.

وفي شهادة مروعة من الميدان، كشف مدير مستشفى الشفاء أن نحو 20 ألف طفل دخلوا مراحل متقدمة من سوء التغذية، ويواجهون خطر الموت في ظل استمرار الحصار ومنع إدخال الإمدادات الغذائية والطبية.

وتنقل التقارير الطبية المحلية صورة قاتمة عن الأوضاع داخل القطاع، حيث تحولت أجساد الأطفال إلى هياكل عظمية، وتزايدت حالات الإغماء بسبب الجوع الحاد، في مشهد يومي يعكس حجم الكارثة.

من جهته، أعلن مرصد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) التابع للأمم المتحدة، أن معظم مناطق القطاع وصلت فعليًا إلى مستويات المجاعة، مشيرًا إلى أدلة واضحة على انتشار سوء التغذية وارتفاع الوفيات.

كما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الوقت بات ينفد لتفادي كارثة أكبر، مؤكدًا أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة يقضي أيامًا دون طعام، وأن 75% من السكان يواجهون مستويات طارئة من الجوع، فيما 25% منهم يعيشون في ظروف تعادل المجاعة.

بدورها، أكدت منظمة العمل ضد الجوع أن الأزمة تتسارع بشكل ينذر بالخطر، مشيرة إلى نقل حوالي 20 ألف طفل إلى المستشفيات نتيجة سوء التغذية الحاد، في وقت يعاني فيه 300 ألف طفل دون سن الخامسة، و150 ألف امرأة حامل ومرضع من نقص حاد في المكملات الغذائية والعلاجية الأساسية، بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأونروا مشاهد مأساوية لأطفال يصطفون تحت الشمس في طوابير طويلة للحصول على ما يسد رمقهم، محذرة من أن مياه الشرب الآمنة باتت تحديًا يوميًا لمعظم العائلات في القطاع المحاصر.

ومع ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الجوع، تتصاعد التحذيرات من "مجزرة كبيرة" وشيكة، لا سيما بين الأطفال، إذا لم يُكسر الحصار فورًا ويتم فتح ممرات إنسانية دائمة وآمنة.

يأتي ذلك في ظل مواصلة "إسرائيل"، وبدعم أمريكي، تنفيذ عدوان شامل على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، شمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، ضاربة عرض الحائط بالنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم.

وبحسب أحدث الإحصاءات، خلفت الحرب أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط دمار طال غالبية مدن ومناطق القطاع، وأزمة مجاعة حصدت أرواح الآلاف، ولا تزال مستمرة.