هزّت جريمة مروعة العاصمة صنعاء، راح ضحيتها الشاب أمجد جمال الهمداني، البالغ من العمر 18 عامًا، في واقعة غدر وخيانة ارتُكبت على يد شخص كان يُعدّه صديقًا مقربًا. وقد وقعت الجريمة في حي البونية، بمديرية التحرير، وسط دعوات متصاعدة من أسرة الشهيد وناشطين لتحقيق العدالة وإنزال القصاص العاجل بحق الجاني.

تفاصيل الجريمة وملابساتها

تفيد المعلومات الأولية بأن المجني عليه، أمجد، تعرّض لاستدراج من قبل القاتل بحجة "الفزعة" والوقوف إلى جانبه في موقف طارئ، وفقًا لما جرت عليه العادات القبلية والاجتماعية. استجاب أمجد للنداء، وأحضر سلاحه الشخصي بناءً على طلب القاتل، ظنًا منه أنها "فزعة شرف"، لا يعلم أنها ستكون الأخيرة.

وبينما كان أمجد جالسًا في المقعد الخلفي لسيارة الجاني، أطلق عليه الجاني رصاصة غادرة في صدره، باستخدام نفس السلاح الذي أحضره الشهيد. بعد تنفيذ جريمته، حاول القاتل إخفاء الجثة في مكب نفايات بمنطقة الأزرقين، كما تردد بين مواقع أخرى، في محاولة يائسة لطمس معالم جريمته.

لكن الأقدار شاءت أن يُكشف المستور، بعدما قام أحد المواطنين بإبلاغ مركز شرطة العلفي، لتبدأ التحقيقات ويتم كشف تفاصيل الجريمة بعد مرور نحو ثلاث ساعات على وقوعها.

القبض على الجاني وكشف الجريمة

تمكنت الأجهزة الأمنية، بعد تلقي البلاغ، من القبض على الجاني خلال وقت قصير. وعلى الرغم من محاولة والد الجاني إخفاء هاتف ابنه المحمول والتستر عليه، إلا أن التحقيقات والأدلة الجنائية، إضافة إلى تسجيلات كاميرات المراقبة، قادت إلى الكشف الكامل عن الجريمة ومسار تنفيذها.

أمام ضغط الأدلة، اعترف القاتل بجريمته، مؤكداً تعمّده قتل أمجد، ومُدليًا بكامل تفاصيل الحادثة، بما في ذلك مواقع تواجده ومحاولات التخلص من الجثمان.

العدالة مؤجلة والأسرة تنتظر

حتى اليوم، لا يزال الدافع الحقيقي وراء ارتكاب الجريمة غامضًا، ما يزيد من وجع الأسرة المفجوعة والمجتمع من حولها. وقد دخلت الجريمة أسبوعها الرابع، منذ وقوعها في 2 يوليو الماضي، بينما يرقد جثمان الشهيد أمجد في ثلاجة الموتى، بانتظار أن تأخذ العدالة مجراها.

دعوة للقصاص العادل

تطالب أسرة الشهيد وأوساط واسعة من الناشطين اليمنيين بتحقيق العدالة السريعة والقصاص من الجاني، ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة التي تمس النسيج الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع.

كما وجّهت الأسرة نداءً للإعلاميين والحقوقيين في اليمن للمساهمة في نشر القضية وإيصال صوتهم، حتى لا تُطوى جريمة أمجد كما طُويت غيرها من الجرائم .