كشف الصحفي اليمني المعروف عبدالرحمن الشوافي عن تضليل إعلامي خطير ارتكبته قناة "العربية"، إثر استخدامها مقاطع فيديو مصورة من معارك سابقة في مدينة تعز، وعرضها على أنها مشاهد من المواجهات التي دارت في صنعاء بين قوات الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي قبل مقتله.

وأوضح الشوافي، في تغريدة لاذعة على منصة "إكس" (تويتر)، أن القناة استخدمت لقطات مصورة من جبهات القتال في تعز، والتي شهدت معارك ضارية بين الجيش اليمني والمقاومة من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى، وادّعت أنها تمثّل مشاهد من "معركة صنعاء" التي سبقت مقتل صالح في ديسمبر 2017.

وأشار الشوافي إلى التناقض الصارخ في الرواية الإعلامية، مُعبّراً عن سخريته من دقة المحتوى المقدّم للجمهور، قائلاً:
"ولأنها معركة ساعة ونصف فقط، ما حصلوش حتى لقطة واحدة للإشتباكات، يفعلوها بالفيلم رجعوا تسلفوا لقطات من معارك تعز في مواجهة الحوثيين!".

وأضاف الشوافي في تغريدة ثانية بلهجة ساخرة:
"يلا مش مشكلة #تعز لديها دائماً أشياء كثيرة لتغطي عجزكم وتكشف زيفكم"، في إشارة إلى تكرار استخدام مشاهد من جبهات قتال تعز في تغطيات إعلامية لا علاقة لها بالموقع الجغرافي أو السياق الزمني لتلك الأحداث.

الكشف أثار موجة واسعة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل ناشطون يمنيون مع الاتهام، مطالبين بمحاسبة وسائل الإعلام التي تُقدّم محتوى مضللاً باسم "التغطية الخبرية"، خصوصًا في ظل تعقيد المشهد الإعلامي المحيط بالحرب في اليمن.

ويُعد هذا التصريح امتداداً لسلسلة انتقادات وجهها الشوافي لبعض وسائل الإعلام العربية، التي اتّهمها مرارًا بتضخيم الوقائع أو إعادة توظيف المشاهد لخدمة أجندات سياسية، تحت غطاء "المهنية الصحفية".

وأثار استخدام لقطات مصورة من سياقات مختلفة وتقديمها كأنها تمثل أحداثاً واقعة في مكان وزمان آخرين، جدلاً متكرراً في الوسط الإعلامي، خاصة في مناطق النزاع، حيث يصعب على المشاهد العادي التحقق من مصدر المشهد.

ويُنظر إلى كشف الشوافي على أنه تذكير بضرورة التدقيق في المصادر والشفافية في التغطية الإعلامية، خصوصًا في القضايا الحساسة التي تمس مصائر الشعوب وتحدد مسارات التاريخ.