نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقرير صادم يكشف وجود مادة الكلورفينابير السامة في عينات جثامين أطفال المنيا ووالدهم - كورة نيوز, اليوم الأحد 27 يوليو 2025 04:15 مساءً
كشفت النيابة العامة نتائج صادمة في واقعة وفاة ستة أطفال ووالدهم في مركز ديرمواس بمحافظة المنيا، حيث أكدت تقارير الطب الشرعي أن العينات الحشوية والدموية التي تم سحبها من الجثامين تحتوي على مادة الكلورفينابير، وهي أحد أنواع المبيدات الحشرية شديدة السمية. جاءت هذه النتائج بعد قرار النيابة بندب مصلحة الطب الشرعي لتشريح الجثامين وتحليل العينات في معامل متخصصة، وذلك عقب الاشتباه في وجود شبهة جنائية بسبب الأعراض المرضية التي ظهرت على الضحايا.
أعراض تسمم جماعي تشير إلى الكلورفينابير كمادة قاتلة
توفي الضحايا تباعًا بعد تعرضهم لأعراض متطابقة تمثلت في القيء الشديد، وارتفاع درجة الحرارة، وتشنجات عصبية، واضطرابات في مستوى الوعي، وهي كلها أعراض تتوافق مع تأثير مادة الكلورفينابير على الجسم البشري. وكان أول من توفي هي الطفلة فرحة، تلتها وفاة أشقائها الخمسة ووالدهم لاحقًا بعد إصابته بالأعراض ذاتها. وتبين أن المبيد الحشري المكتشف نادر الاستخدام ويستورد من الخارج، ويستخدم أساسًا في الزراعة، إلا أن وجوده في بيئة منزلية يثير مخاوف وتساؤلات بشأن مصدر التسمم.
أستاذ سموم: الكلورفينابير يتحول لمادة قاتلة داخل الجسم
أوضح الدكتور محمود لطفي، أستاذ السموم الإكلينيكية بكلية طب عين شمس، أن الكلورفينابير لا يكون نشطًا في صورته الأصلية، لكنه يتحول داخل الجسم إلى مادة فعالة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي. وأضاف أن المبيد يسبب تغيرات في المخ، ومضاعفات خطيرة مثل الغيبوبة، وقد يؤدي إلى فشل تنفسي حاد يفضي إلى الوفاة. وأكد أن هذا النوع من المبيدات لا يمكن اكتشافه بسهولة، ويحتاج إلى تحاليل مخبرية دقيقة باستخدام أجهزة متقدمة لا تتوافر إلا في معامل مركزية تابعة لوزارة الصحة أو الزراعة أو الطب الشرعي.
النيابة تواصل التحقيق وتحريات مكثفة حول الواقعة
تواصل النيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث المروع، حيث تم الاستماع إلى أقوال أفراد من العائلة وأقارب الضحايا، إلى جانب معاينة مكان الإقامة ومحيط الأسرة المتوفاة. كما أصدرت النيابة تعليماتها للبحث الجنائي بإجراء تحريات موسعة للوقوف على الطريقة التي تم بها إدخال مادة الكلورفينابير إلى المنزل، وكيفية استخدامها، وما إذا كانت هناك شبهة جنائية مقصودة أو إهمال أودى بحياة الضحايا.
تحذيرات رسمية ودعوات لتشديد الرقابة على المبيدات
أثارت الواقعة جدلًا واسعًا في الأوساط الصحية والزراعية، حيث طالب عدد من الخبراء بضرورة تشديد الرقابة على تداول واستخدام المبيدات الحشرية، وعلى رأسها الكلورفينابير، الذي يُعد من المواد الكيميائية الخطيرة. وأكدوا على أهمية توعية المزارعين بأهمية الالتزام بفترة الأمان قبل حصاد المحاصيل أو تعرض الإنسان لأي سطح تم رشه بالمبيد. كما دعت الأصوات الرسمية وزارة الزراعة إلى إصدار إرشادات واضحة حول أنواع المبيدات المسموح بها وتوقيتات استخدامها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
الكلورفينابير.. خطر صامت في منازلنا وأراضينا
تشير هذه الكارثة إلى أن مادة الكلورفينابير قد تحوّلت إلى تهديد حقيقي، ليس فقط في الزراعة، بل في الحياة اليومية أيضًا، خاصة في ظل غياب الوعي بخطورتها وسوء تداولها. وفتحت الواقعة الباب أمام إعادة تقييم سياسات استيراد وتخزين وتوزيع المواد الكيميائية السامة في السوق المحلي، مع تأكيد الخبراء أن تلك المادة لا يمكن الكشف عنها إلا بتحليلات متخصصة، مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجهات الرقابية.
أثبتت تحاليل الطب الشرعي أن مادة الكلورفينابير القاتلة كانت السبب وراء وفاة ستة أطفال ووالدهم بمحافظة المنيا، ما يؤكد وجود خلل خطير في آلية تداول المبيدات الحشرية واستخدامها. وتستمر النيابة العامة في التحقيق، وسط مطالب شعبية بفرض رقابة مشددة وتكثيف جهود التوعية حول المبيدات الزراعية السامة.
0 تعليق