شنت القوات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة السورية دمشق، بما في ذلك مقر هيئة الأركان العامة السورية ومحيط وزارة الدفاع، في تصعيد جديد يأتي على خلفية الاشتباكات في محافظة السويداء جنوبي سوريا. وأكدت مصادر إسرائيلية وسورية وقوع إصابات جراء الهجمات، التي وصفتها دمشق بـ"العدوان السافر"، بينما أشارت إسرائيل إلى أنها رسالة تحذيرية للنظام السوري.

وفقًا لتقارير وكالة الأنباء السورية (سانا)، أصيب عدد من الأشخاص جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة دمشق، بما في ذلك محيط مبنى وزارة الدفاع ومقر هيئة الأركان العامة.

وأفاد مراسل قناة الجزيرة بأن الضربات شملت أهدافًا قريبة من القيادة العامة، بينما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر أمنية أن إحدى الغارات استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق كجزء من "هجوم تحذيري".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، عبر بيان رسمي، أن سلاح الجو نفذ غارات على مدخل مقر هيئة الأركان العامة السورية، مؤكدًا أن العمليات تهدف إلى "حماية الدروز" في السويداء ومنع النظام السوري من التدخل في الاشتباكات الدائرة هناك. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن الغارات "ستستمر بالتصاعد" ما لم يستوعب النظام السوري الرسالة، مضيفًا أن إسرائيل "لن تتهاون في مواجهة أي تهديد للدروز".

تأتي هذه الغارات في أعقاب تصاعد الاشتباكات في محافظة السويداء بين ميليشيات درزية وجماعات بدوية محلية، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص منذ يوم الأحد، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفادت وسائل إعلام سورية بأن الغارات الإسرائيلية على السويداء تزامنت مع دخول وفد من النظام للتفاوض مع وجهاء المحافظة، مما زاد من تعقيد المشهد.

وأدانت الرئاسة السورية، في سلسلة بيانات، "الانتهاكات المؤسفة" في السويداء، مؤكدة التزامها بالتحقيق في الحوادث ومحاسبة المتورطين. وأكدت الرئاسة أن "الأفعال الإجرامية تتنافى مع مبادئ الدولة"، مشددة على أولوية حماية الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا، خاصة في السويداء، حيث "حقوق الأهالي مصونة".

من جانبه أدان المبعوث الأمريكي إلى سوريا العنف ضد المدنيين في السويداء، داعيًا إلى "حوار هادف" يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار. ووصف بيان الرئاسة السورية بأنه "قوي"، مطالبًا باتخاذ إجراءات فورية لضمان المساءلة.

من جانبها، نددت وزارة الخارجية التركية بالغارات الإسرائيلية، واعتبرتها "محاولات لتخريب جهود السلام والأمن في سوريا".

في السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استعدادات عسكرية مكثفة، حيث أوعز رئيس الأركان الإسرائيلي بنقل قوات من غزة إلى هضبة الجولان، مع الإعلان عن خطط لنشر فرقتين عسكريتين في المنطقة. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل قد تستعد لعدة أيام من القتال في سوريا، مع استهداف أكثر من 160 هدفًا للنظام السوري منذ الليلة الماضية، معظمها في السويداء.

وفي تصريحات علنية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجيش يعمل "لإنقاذ إخوتنا الدروز والقضاء على عصابات النظام"، مشددًا على أن إسرائيل لن تسمح بتهديد أمنها أو أمن الأقليات الدروزية. من جهته، قال وزير الدفاع كاتس إن "الهجمات المؤلمة على سوريا قد بدأت"، مشيرًا إلى أن الغارات تستهدف مواقع حكومية إضافية تابعة للدولة السورية.