نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا.. ماذا نعلم عن الدروز وتصريح حكمت الهجري ولماذا تحميهم إسرائيل؟ - كورة نيوز, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 11:28 صباحاً
دخل الجيش السوري، الثلاثاء، محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، في خطوة أشعلت فتيل توتر طائفي في الجنوب السوري، عقب اشتباكات عنيفة بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، خلفت أكثر من 30 قتيلًا وعشرات الجرحى. التدخل العسكري أدى إلى سقوط 18 جنديًا من القوات الحكومية، ما دفع دمشق إلى إرسال تعزيزات، بينما تصاعدت المخاوف من استهداف جماعي للأقليات.
انقسام داخل الطائفة الدرزية وتصريحات نارية
تزامنًا مع التطورات الميدانية، أطلق الزعيم الروحي للدروز، حكمت الهجري، نداءً للحماية الدولية، محذرًا مما وصفه بـ"حرب إبادة شاملة" ضد الطائفة. في المقابل، أصدرت قيادات درزية أخرى بيانًا رحبت فيه بدخول الدولة إلى السويداء، ودعت إلى تسليم السلاح وفتح قنوات الحوار مع الحكومة.
الخلاف الداخلي يعكس قلق الطائفة الدرزية من التحولات السياسية في دمشق، خاصة مع استبعاد بعض قادتها من المشهد، وتمثيلهم المحدود في الحكومة الجديدة التي لا تضم سوى وزير درزي واحد.
إسرائيل تقصف وتعلن الحماية
ردًا على التحركات العسكرية السورية، شنت إسرائيل غارات على آليات تابعة للنظام في محيط السويداء، وأعلنت أنها "ملتزمة بحماية الدروز في سوريا"، استنادًا إلى ما وصفته بـ"العلاقة الأخوية" مع الطائفة الدرزية داخل إسرائيل، والتي يشارك أبناؤها منذ عقود في الجيش ومؤسسات الأمن.
وتزامن القصف الإسرائيلي مع إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، وهو إعلان رفضته دمشق واعتبرته انتهاكًا للسيادة، وسط صمت دولي عن تكرار الضربات الإسرائيلية منذ سقوط نظام بشار الأسد.
تعقيد العلاقات بين دمشق وتل أبيب
رغم الحديث عن محادثات مباشرة وغير مباشرة بين الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع وإسرائيل، فإن الضربات العسكرية المتكررة من جانب تل أبيب تُهدد مسار التطبيع. وتحاول الولايات المتحدة الدفع نحو إدخال سوريا ضمن اتفاقيات إبراهيم، لكن موقف إسرائيل من حكومة الشرع، التي تعتبرها "نظامًا إسلاميًا متطرفًا"، يعقّد المساعي.
نتنياهو كان قد طلب من إدارة ترامب السابقة عدم رفع العقوبات عن سوريا، خوفًا من تكرار هجمات مشابهة لهجوم 7 أكتوبر 2023 بقيادة حركة حماس. وبينما تصر إسرائيل على منع الجماعات المسلحة من التمركز قرب حدودها، تسعى دمشق إلى تعزيز سيادتها في الجنوب كجزء من استعادة الدولة لمؤسساتها.
جذور التوتر في الجنوب السوري6
الدروز في سوريا، وهم أقلية دينية تعود جذورهم إلى القرن الحادي عشر، يتركزون بشكل رئيسي في محافظة السويداء. وقد عانوا خلال سنوات الحرب من صراعات بين النظام والجماعات المتطرفة. اليوم، يطالب كثير منهم بالاحتفاظ بسلاحهم وميليشياتهم المحلية، رافضين محاولات نزع السلاح التي تقودها الحكومة الجديدة، وسط اتهامات لها بالتحيز ضد الأقليات.
التوتر تصاعد بعدما فشلت محاولات إدماج الجماعات المسلحة الدرزية في الجيش السوري، وظهر الخلاف علنًا في عدة جولات من المواجهة، كان أبرزها في أبريل عندما قُتل أكثر من 100 شخص في مواجهات مشابهة.
المشهد مفتوح على كل الاحتمالات
مع تعقّد الموقف في السويداء، وبقاء الانقسام داخل الطائفة الدرزية، واستمرار الضربات الإسرائيلية، يبدو الجنوب السوري مرشحًا لمزيد من التصعيد. الحكومة السورية تسعى لبسط سيطرتها، بينما تحذر إسرائيل من تجاوز "الخطوط الحمراء"، والدروز يجدون أنفسهم في مرمى النيران وسط معادلة إقليمية غير مستقرة.
المرحلة المقبلة ستكشف إن كانت دعوات الحوار ستحظى بقبول، أم أن الاصطفافات الإقليمية والدولية ستعيد إشعال فتيل صراع جديد على حدود الجولان.
0 تعليق