في حادثة هي الأولى من نوعها، تداولت مصادر محلية في العاصمة اليمنية صنعاء خبرًا صادمًا عن قيام جماعة الحوثي بـ"اعتقال" جثمان الشيخ محسن بن عايض بعد وفاته، واحتجازه في ثلاجة الموتى منذ 22 يونيو الماضي، في انتهاك صارخ للأعراف الدينية والإنسانية.

تفاصيل الحادثة

وفقًا للمصادر المحلية، كان الشيخ بن عايض قد تعرض للاعتقال خلال عيد الأضحى الماضي، رفقة ابنه البالغ من العمر 4 سنوات، على خلفية انتقاده العلني لمحافظ صنعاء التابع للحوثيين. وقد واجه خلال فترة اعتقاله تدهورًا حادًا في وضعه الصحي، مما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بظروف الاعتقال.

لكن المفاجأة المروعة كانت عندما رفضت الجماعة تسليم جثمانه إلى أسرته، وقررت بدلًا من ذلك "إعادة اعتقاله" بعد وفاته، حيث ما يزال محتجزًا في ثلاجة الموتى دون أي مبرر قانوني أو أخلاقي.

ردود أفعال غاضبة

أثارت الحادثة استنكارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها نشطاء يمنيون بأنها "جريمة جديدة تضاف إلى سجل الحوثي الأسود"، معتبرين أن احتجاز جثمان المتوفى انتهاك فظيع للشرائع الدينية والقيم الإنسانية.

كما طالبت منظمات حقوقية محلية ودولية بالإفراج الفوري عن جثمان الشيخ وتمكين أهله من دفنه وفق التعاليم الإسلامية، مع التحقيق في ملابسات وفاته وظروف اعتقاله.

سابقة خطيرة

يُعد هذا الحادث الأول من نوعه في اليمن، حيث يتم "اعتقال" جثة متوفى كوسيلة للضغط أو العقاب الجماعي، مما يفتح الباب أمام مخاوف من تصاعد وتيرة الانتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وتواجه جماعة الحوثي اتهامات متكررة بانتهاك حقوق المعتقلين، بما في ذلك التعذيب والحرمان من الرعاية الطبية، إلا أن احتجاز الموتى يُعد تطورًا مروعًا في أساليبها القمعية.

مطالب بالتدخل العاجل

في ظل الصمت الرسمي للحكومة الحوثية، تتزايد الدعوات للضغط الدولي لإجبار الجماعة على تسليم الجثمان، بينما تتخوف العائلات في صنعاء من أن تصبح مثل هذه الممارسات "سابقة" تستخدم لترهيب المعارضين حتى بعد موتهم.