في تطور إيجابي أثار ارتياحًا واسعًا بين صفوف المواطنين، أعلنت السلطة المحلية في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، بالتنسيق الكامل مع القوات المشتركة، عن موافقتها واستعدادها التام لفتح طريق "حيس - الجراحي - الحديدة - تعز"، الذي يُعد شريانًا حيويًا يربط بين عدد من المحافظات ويمر عبره آلاف المدنيين والمركبات التجارية والخدمية يوميًا.

ويعتبر هذا الطريق واحدًا من أهم الممرات البرية التي كانت تؤمن حركة التنقل بين المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد، قبل أن يتم إغلاقه لسنوات طويلة نتيجة الأوضاع الأمنية والصراعات السابقة، ما سبّب معاناة كبيرة للمواطنين الذين اضطروا إلى سلوك طرق بديلة طويلة ومكلفة، فضلًا عن تأثيره السلبي على حركة التجارة والنقل الداخلي.

وفي تصريح رسمي، أكدت الجهات المعنية في مديرية حيس أن موقفها واضح وثابت منذ فترة، وتدعو بشكل مستمر إلى إعادة فتح الطريق أمام الحركة المدنية دون أي عراقيل، مشيرة إلى أن جميع الترتيبات اللوجستية والأمنية اللازمة قد تم إنجازها من جانبهم، وأن كل شيء جاهز لاستقبال حركة المرور بمجرد التوصل إلى اتفاق متبادل.

ومع ذلك، أشار المتحدثون إلى أن الموافقة الرسمية من قبل الجهات المسؤولة في مديرية الجراحي لم تصدر بعد، رغم مرور وقت طويل على طرح المقترح، وهو ما أدى إلى حالة من الترقب الشديد بين صفوف المواطنين الذين يأملون في انفراجة قريبة تخفف من معاناتهم اليومية.

وأعرب عدد من المواطنين عن تفاؤلهم البالغ بهذا الإعلان، متطلعين إلى أن تكون الأيام القليلة القادمة بداية لتنفيذ العملية على أرض الواقع، خاصة بعدما طال انتظارهم لفتح هذا الطريق الحيوي الذي يمثل رئة اقتصادية واجتماعية لهم.

وتتزامن هذه التطورات مع دعوات متزايدة من منظمات محلية ودولية لإعادة تفعيل خطوط النقل الرئيسية بين المحافظات، باعتبارها خطوة أساسية نحو استعادة الحياة الطبيعية وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين من الحرب.

وترى المصادر المحلية أن فتح هذا الطريق لا يخدم فقط الجانب الإنساني، بل يسهم أيضًا في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، وتسهيل حركة التجارة الداخلية، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية عبر تسهيل الوصول إلى المؤسسات الخدمية في المدينة.

ويترقب الجميع بانتظار رد فعل الجهات المعنية في الجراحي، في ظل تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى تفاهم يعيد فتح هذا الممر المغلق منذ سنوات، ويحقق نقلة نوعية في حياة الآلاف من أبناء المنطقة.