نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«لا تغلوا في دينكم».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة اليوم على مستوى الجمهورية - كورة نيوز, اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025 11:18 صباحاً
يؤدي الأئمة في مختلف مساجد الجمهورية، خطبة الجمعة اليوم 8 أغسطس 2025، تحت عنوان: «لا تغلوا في دينكم وما كان الرفق في شيء إلا زانه»، والتي تؤكد على الوسطية والاعتدال في فهم الدين وتطبيقه، وتحذر من التشدد والغلو الذي يؤدي إلى الانغلاق والتطرف.
وجاء نص الخطبة، الذي حددته وزارة الأوقاف كالآتي:
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم النعمة وأوضح السبيل، ورضي لنا الإسلام دينا، وجعله سهلا يسرًا مبينا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرع الرفق والتيسير، ونهى عن الغلو والتعسير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء هذا الدين العظيم، ليحرر العقول والنفوس، لا ليقيدها بقيود الحزن والبؤس والنفور، فمهما ضاقت الحياة فإن دين الإسلام ينقل البشر من الضيق إلى السعة، ومن الشدة إلى اللين، فهو دين يسر لا يخالطه عسر، وسماحة لا يشوبها كدر، يبنى على قاعدة متينة، ووصية عظيمة، ورسالة بليغة موجهة لأهل الكتاب في سياقها، إلا أن عبرتها شاملة، ودروسها عامة لكل من تجاوز الحد، وغالى في دين الله بغير حق، قال جل جلاله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}.

أيها الكرام انتبهوا! فقد حذرنا الجناب الأنور ﷺ من مغبة الغلو والتشدد، فقال: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»، فكان تحذيرا لكل من تسول له نفسه أن يحول العبادة من سكينة وطمأنينة إلى قلق وحيرة، ومن محبة وإخلاص إلى عنف وقسوة، فالغلو ليس فقط زيادة في العبادة، بل هو خلل في الفهم، ومرض في القلب، يصور لصاحبه أن الحق محصور في رأيه، وأن كل من خالفه فهو على باطل، فيضيق على الناس في أمورهم، ويشدد عليهم حياتهم، ويكفرهم بغير بينة ولا برهان، ويرى أن رحمة الله وسعت كل شيء إلا من عارضه في فكره، وأن فضل الله لا يعطى إلا لمن اتبع هواه {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله}.
أيتها الأمة المرحومة، كم رأينا من أقوام ضلت، ومن أمم تاهت، ومن مجتمعات مزقت، ومن دول دمرت، حين تجاوزت حدود الاعتدال والرفق، ووقعت في فخ الغلو والتشدد والتعصب في الأقوال والأفعال، فصار فيهم من يدعي امتلاك صكوك الغفران ومفاتيح الجنة والنار، ونشروا حال الغلو والتشدد والتكفير والتفسيق والتبديع ثم القتل والحرق والتدمير، ودين الله منهم براء! فهو دين اليسر والسماحة والجمال، ألم ينزجر هؤلاء من قول الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}؟! ألم يستمعوا إلى خطاب الرحمة الإلهية الذي يرسم منهج حياة يغمرها اليسر لا العسر {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}؟! ألم يأن لهم أن يرفعوا الحرج والعنت عن هذه الأمة المرحومة، استجابة لنداء العظمة الإلهية {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج}، وتوجيه الرحمة المحمدية «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه».
وهذه كلمة إلى المغالين في دين الله: هل غابت عنكم رحمة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه الذي أرسله الله لنا بهذا المنهج الرباني؟! ألم تروه كيف كان لينا سمحا رفيقا شفوقا، حتى قال الله جل جلاله له: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}؟ وهل نسيتم وصية الله سبحانه له {واخفض جناحك للمؤمنين}؟! لقد كان أكمل الخلق رحمة ورفقا، وما أرسله الله إلا {رحمة للعالمين} ألم يكن الجناب المعظم معدن الرسالة وموطن الرعاية غير مغال حتى في عبادته؟! حتى كان يقول: «أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»؟ فهل من سنة رسول الله أن تكرهوا الناس على عبادة الله والاستقامة على طاعته؟!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فيا عباد الله، إن في هذه الحياة نعما لا تحصى، ومعادن لا تفنى، ومن أثمن تلك النعم وأعظمها الصداقة الحقيقية النقية، فهي رابطة أرواح، وميثاق قلوب، تبنى على الصدق والإخلاص، لا على الزيف والنفاق، فهي شجرة وارفة الظلال، تثمر حبا ووفاء، وتزهر مساندة وعطاء، الصداقة شعور ممزوج بالحب والتآلف في الله جل جلاله، ممتد أثره إلى أن يسمع هذا النداء المفعم بالود والاتصال {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}، وهذا البيان القدسي الجميل: «حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله».
أيها المكرم، هل من كنز في الحياة أعظم من يد تمتد إليك في عثراتك، وابتسامة تزيل همومك وقت محنتك؟ أليست الصداقة هي النور الذي يضيء دروب الحياة، والملجأ الذي تأوي إليه الأرواح المتعبة؟ إنها الروح التي لا تبهت، والقيمة التي لا تفنى، فهل أدركنا عمق هذا الكنز الثمين؟! فكم من صديق صدوق كان خير معين لأخيه، في الشدائد كان السند، وفي الرخاء كان الفرح، فإذا رأيت في صاحبك عيبا فانصحه برفق ولين، وإذا استشارك كن له نعم الأمين.
عباد الله، اجعلوا صداقتكم لله وفي الله، احرصوا على صداقة من يذكركم بالله إذا نسيتم، ويعينكم على طاعته إذا غفلتم، ومن يسعدكم في حياتكم، ويؤنسكم بدعائه في مماتكم، فتلك هي الصداقة التي لا تفنى، بل تبقى نورا ساطعا قدسيا مباركا، ولله در القائل:
إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
اللهم اهدنا إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت

افتتاح 14 مسجدًا جديدًا اليوم ضمن خطة إعمار بيوت الله
وفي سياق متصل، تواصل وزارة الأوقاف جهودها في تطوير وإعمار بيوت الله، حيث أعلنت افتتاح 14 مسجدًا جديدًا اليوم الجمعة، ضمن خطتها المتواصلة لتحديث المساجد وصيانتها على مستوى الجمهورية.
وأوضحت الوزارة أن من بين هذه المساجد، تم إنشاء مسجد جديد بالكامل، بينما شملت باقي الافتتاحات إحلال وتجديد 10 مساجد، وصيانة وتطوير 3 مساجد، ليرتفع بذلك إجمالي عدد المساجد التي تم افتتاحها منذ أول يوليو 2025 إلى 64 مسجدًا، منها 56 مسجدًا ما بين إنشاء جديد وإحلال وتجديد، و8 مساجد تمت صيانتها وتطويرها.
وأكدت وزارة الأوقاف أن إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو 2014 حتى الآن بلغ 13.553 مسجدًا، بإجمالي تكلفة تقارب 23 مليارًا و318 مليون جنيه، وذلك في إطار خطة الدولة لتعزيز البنية التحتية الدينية وتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف المحافظات.
بيان المساجد المفتتحة اليوم يشمل:
- محافظة كفر الشيخ: إحلال وتجديد مساجد العميد سيد أحمد بعزبة حسن الفقي، والإيمان بقرية الخوالد البلد، وأم إسماعيل بقرية محلة أبو علي.
- محافظة البحيرة: إحلال وتجديد مسجدي عزبة الطيارة الكبير، ومنشية عثمان زهدي الغربي.
- محافظة الإسكندرية: إحلال وتجديد مسجد الزهور بقرية الجلاء.
- محافظة أسيوط: إنشاء مسجد الحاج عبد المقصود مناع بقرية الحرادنة.
- محافظة الدقهلية: إحلال وتجديد مسجدي الدوار الأهلي، والرحمة.
- محافظة الجيزة: إحلال وتجديد مسجد الرحمن البحري بقرية الديسمي.
- محافظة الشرقية: إحلال وتجديد مسجد أحمد عبد المنعم بكفر أولاد وافي.
- محافظة دمياط: صيانة وتطوير مساجد فرج الله، والأعصر، وعزبة عتيبة.
وأكدت الوزارة أن هذه الجهود تأتي في إطار التزامها المستمر بتطوير بيوت الله، ماديًا وروحيًا، من خلال خطة وطنية شاملة تهدف إلى توفير أماكن عبادة تليق بحرمة المساجد وتخدم المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية.
اقرأ أيضاًاليوم.. الأوقاف تفتتح 14 مسجدًا ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل
وزير الأوقاف يهنئ المستشار محمد الفيصل بتجديد تكليفه رئيسًا للجهاز المركزي للمحاسبات
«لا تغلُوا في دينِكُم».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادم
0 تعليق