سجلت اليابان يوم الثلاثاء 5 أغسطس آب 2025 درجة حرارة قياسية بلغت 41.6 درجة مئوية في مدينة إيسساكي بمقاطعة غونما، لتتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 41.2 درجة مئوية المسجل في هيوغو نهاية يوليو تموز.

ووفقاً لهيئة الأرصاد الجوية اليابانية، فإن درجات الحرارة مرشحة للارتفاع خلال الأيام المقبلة مع استمرار «القيظ الشديد» في معظم أنحاء البلاد.

يوليو الأشد حرارة منذ 1898

أكدت هيئة الأرصاد أن شهر يوليو تموز 2025 هو الأشد حرارة منذ بدء تسجيل البيانات عام 1898، حيث ارتفع متوسط درجات الحرارة على مستوى البلاد بمقدار 2.89 درجة مئوية مقارنة بمتوسط الفترة الممتدة من 1991 إلى 2020، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وهذا الشهر هو الثالث على التوالي الذي تسجل فيه اليابان ارتفاعاً قياسياً خلال يوليو تموز بعد عامي 2023 و2024.

نهاية مبكرة للأمطار وزيادة خطر الجفاف

أشارت البيانات الرسمية إلى أن موسم الأمطار في غرب اليابان انتهى قبل موعده بثلاثة أسابيع، وهو رقم قياسي جديد، في وقت سجلت فيه المناطق الشمالية والغربية المطلة على بحر اليابان مستويات تاريخية منخفضة من الأمطار.

ومع استمرار الأجواء الجافة، دعت السلطات السكان إلى ترشيد استهلاك المياه، لا سيما في المناطق التي تعاني من انخفاض الهطولات.

تنبيهات صحية وتحذيرات من ضربات الشمس

في ظل موجة الحر الشديدة، أطلقت السلطات اليابانية تحذيرات متكررة من التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والأطفال، وتحث الحكومة المواطنين على متابعة تنبيهات «الإجهاد الحراري» والتزود بالماء بشكل مستمر والاحتماء من الشمس خلال ساعات الذروة.

تغير المناخ يهدد الكرز وجبل فوجي

تأثيرات هذه التغيرات المناخية لا تقتصر على البشر فقط، بل تمتد إلى رموز اليابان الطبيعية؛ إذ يحذر الخبراء من أن أشجار الساكورا الشهيرة باتت تتفتح مبكراً أو لا تزهر بالكامل، بسبب شتاءات دافئة لا تكفي لتحفيز عملية التزهير.

كما اختفت القلنسوة الثلجية على قمة جبل فوجي لمدة أطول من المعتاد العام الماضي، ولم تظهر إلا في نوفمبر تشرين الثاني بدلاً من أكتوبر تشرين الأول.

موجة حر يابانية في سياق عالمي متصاعد

يرى علماء المناخ أن ما يحدث في اليابان هو جزء من نمط عالمي متسارع من موجات الحر الشديدة التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري بفعل النشاط البشري، مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستهلاك الوقود الأحفوري.

هذه الظواهر، التي باتت تضرب مناطق متعددة من أوروبا إلى آسيا، تنذر بمستقبل مناخي مضطرب ما لم تُتخذ إجراءات جذرية.

المصدر: سي ان ان