نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحاج رمضان… قائد في خط الجبهة من إيران إلى فلسطين - كورة نيوز, اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 04:25 مساءً
“الحاج رمضان كانت حياته وقفاً لفلسطين”..
حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان صدر عنها عقب الشهادة المباركة للواء محمد سعيد إيزادي “الحاج رمضان” على يد العدو الاسرائيلي خلال عدوانه على ايران في 21 حزيران/يونيو 2025
لكن، لماذا جعل قائد في الحرس الثوري الإيراني حياته وقفًا لفلسطين؟ ولماذا غادر ابن مدينة سنقر، التابعة لمحافظة كرمانشاه الإيرانية، بلاده إلى لبنان عام 1984، لمساعدة أبنائه في صد اجتياح الاحتلال الإسرائيلي؟ هناك، بدأت علاقته مع قادة المقاومة الفلسطينية، وساهم منذ ذلك الحين في تطوير مقاومتهم ضد الكيان الصهيوني.
في آخر ما نُقل عن الحاج رمضان، مسؤول ملف فلسطين في “فيلق القدس”، قبيل العدوان الإسرائيلي الغادر على إيران في 13 حزيران/يونيو من هذا العام، قال: “هذا الصراع ليس على قطعة أرض. هو صراع بين الحق والباطل عمره آلاف السنين، لا يقتصر على فلسطين أو على الثورة في إيران. إنها معركة بين الشيطان والرحمن، ونحن اخترنا أن نكون من جنود الرحمن”.
وفي هذا الكلام إجابة صريحة على الأسئلة المطروحة أعلاه.
كلمات الشهيد “الحاج رمضان” تختصر المبادئ الإيمانية والسياسية لفلسفة الثورة الإسلامية التي أسسها الإمام الخميني (قده)، والتي قامت عليها الجمهورية الإسلامية في إيران. هذه الفلسفة خرّجت “الحاج رمضان” والكثير من القادة والمجاهدين أمثاله، ليس في إيران فحسب، بل في أرجاء العالم الإسلامي، من لبنان إلى العراق وفلسطين واليمن وغيرها.
هي المبادئ ذاتها التي أكدت أن “إسرائيل غدة سرطانية”، وأن الولايات المتحدة الأميركية “الشيطان الأكبر”، وهي المبادئ التي دفعت الإمام الخميني لإعلان آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك “يومًا عالميًا للقدس”، لإحياء مظلومية القضية الفلسطينية، والأهم من ذلك، لإخراجها من إطارها الجغرافي الضيق، إلى كونها قضية كل من يرفض الظلم والاحتلال، بغضّ النظر عن جنسيته أو ديانته.
ومن هذه المبادئ، انطلق “الحاج رمضان” في مسيرته الجهادية الطويلة إلى جانب إخوانه في المقاومة الفلسطينية، مطوّرًا وداعمًا لها، فكان “من أعمدة دعمها في مختلف ميادينها وساحاتها، وصل الليل بالنهار في سبيل نصرتها، وقدم جهودًا جليلة لتعزيز صمود شعبها في وجه العدو الصهيوني حتى ارتقى شهيدًا على هذا الطريق”، كما جاء في بيانات النعي الصادرة عن الفصائل الفلسطينية.
ومن أبرز ما يدل على كونه “قائدًا فريدًا من نوعه، بتأثير واسع ومسؤولية مقدسة”، كما وصفه بيان الفصائل، هو الإصرار المتواصل من قبل العدو على اغتياله، حتى نجح في ذلك يوم 21 حزيران/يونيو 2025.
وقد علّق رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زمير، يومها قائلاً: “دماء الآلاف من الإسرائيليين على يديه”، في اعتراف مباشر بحجم الأذى الذي ألحقه الشهيد الكبير بالكيان الصهيوني، ومدى نجاحه في مهمته الجهادية.
ومن المرتكزات الأساسية في مسيرة اللواء إيزادي النضالية، إيمانه العميق بالسنن القرآنية، وفي طليعتها حتمية انتصار الحق على الباطل. وفي آخر تصريحاته، قبيل استشهاده بأيام، تساءل ردًا على حالة الإحباط التي سادت بعض الأوساط بعد معركة “طوفان الأقصى”، وما تبعها من تصعيد إسرائيلي واسع في المنطقة: “على أي أساس دخلنا هذا المشروع أو هذه المعركة؟ فقط لننتصر؟ في كل معركة تراجع وخسائر، كما أن فيها انتصارات. نحن منذ البداية نضع رأسنا برأس العدو الإسرائيلي والأميركي ومشاريع نظام السلطة في العالم، فلا بد من خسائر. لكن إنجازاتنا أكثر بكثير من إخفاقاتنا. لقد كسبنا مكاسب استراتيجية وخسرنا خسائر تكتيكية”.
وفي هذا الكلام تأكيد على أن ثمار التضحيات الكبرى التي يقدمها القادة والشهداء لا بد أن تثمر، ولو بعد حين. وإلا، يتساءل الشهيد: “فلماذا ضحى الأنبياء والأئمة؟”.
ولم يكن إيزادي من الذين يهتزّون أمام الحرب النفسية أو الأكاذيب الدعائية للعدو، إذ قال بكل يقين: “ما حدث مؤخرًا، خاصة في لبنان وسوريا، لا يجب أن يغشّ شبابنا ويُخيّل لهم أنه هزيمة. هذا تضليل وكفران للنعمة. يجب أن نرى في ما نمر به لطفًا وعناية من الله، وأن نتذكر النقطة التي بدأ منها مشروعنا والظروف التي رافقته”.
ولم تمضِ أيام على استشهاده، حتى حضر كلامه بالدليل، حين ردّت إيران على العدوان الإسرائيلي بردٍّ غير مسبوق، ضرب عمق الكيان الإسرائيلي، وأوجعه، ودمّر بنيته التحتية ومنازل مستوطنيه، كما لم يفعل أحد في تاريخ الاحتلال كله.
لقد فعلت إيران ما ظنه كثيرون حلمًا أو وهمًا، فيما هرول بعضهم نحو التطبيع، ورضخوا لسياسات الاحتلال، وباعوا فلسطين بأبخس الأثمان.
أما “الحاج رمضان”، ومن سبقه ومن تبعه، فقد اختاروا أن يواجهوا الباطل والظلم في هذا العالم على قاعدة واضحة وبسيطة: “متى وُجد الإخلاص والتوجّه الحقيقي في العمل، كان هناك توفيق”.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق