أثارت جريمة مروعة ارتكبها زوجان إسبانيان بحق طفلتهما بالتبني موجة جديدة من الجدل، بعد إعادة تسليط الضوء عليها من خلال مسلسل وثائقي على منصة نتفليكس. وتعود تفاصيل القضية إلى عام 2013، حين عُثر على جثة الطفلة الصينية أسونتا فونغ يانغ، البالغة من العمر 12 عاماً، ملقاة على جانب طريق ريفي قرب مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا.

وكان الزوجان روزاريو بورتو وألفونسو باستيرا، اللذان تبنّيا أسونتا قبل سنوات، يقدّمان نفسيهما كعائلة مثالية، وقد ظهرا في برامج تلفزيونية للحديث عن تجربتهما، فيما بدت حياة الطفلة غارقة في الرفاهية والتعليم الراقي، من اللغات والموسيقى إلى الباليه.

لكن الحقيقة كانت مختلفة تماماً خلف الأبواب المغلقة. فبحسب التحقيقات، تعرّضت أسونتا للتخدير المنتظم قبل أن تُقتل خنقاً على يد والديها، في جريمة وُصفت بأنها "مخططة بدم بارد". وروت عاملة المنزل كارمن غونزاليس أمام المحكمة أنها لم تكن تتخيل أن هذه الأسرة المثالية كانت تخفي هذا القدر من السواد.

وبعد محاكمة استمرت عامين، أدان القضاء الإسباني الزوجين عام 2015 بالسجن 18 عاماً لكل منهما، إثر إثبات تورطهما في الجريمة. وفي عام 2020، أقدمت الأم روزاريو بورتو على الانتحار داخل السجن، بينما لا يزال الأب يقضي عقوبته، وقد أثار جدلاً جديداً بعد نشره رواية كتبها من زنزانته وأهداها إلى ابنته الراحلة.

عودة هذه القضية إلى الواجهة بعد عرض مسلسل The Asunta Case أعادت طرح تساؤلات مؤلمة حول قدرة بعض الأسر على إخفاء عنفها خلف واجهات براقة، وحول دور المجتمع في رصد الإشارات المبكرة للعنف الأسري، حتى في البيوت التي تبدو مثالية.