تبدو الاحتفالات جميلة عندما تشعل الألوان وتندفع الشرارات نحو السماء، لكن مادة القنبلة الصغيرة أو أسطوانة الغاز الصغيرة في نظام "الفاير شو" يمكن أن تتحول إلى مأساة حين تنفجر في الزحام، ما يؤدي إلى حروق من الدرجة الثالثة، تمزق في العينين، بتر بالأطراف، أحيانًا وفاة فورية.

السجل الأسود للألعاب النارية 

في يناير 2005، أودى حريق ملهى "جنة" بالهرم بحياة 19 شخصاً بسبب ألعاب نارية غير مرخصة، وكشفت التحقيقات حينها عن تراخيص مزورة، وفي يوليو 2019، تسببت شظية نارية في حفل زفاف بدمياط بإصابة 12 شخصاً بعد انحراف صاروخ عن مساره.

وسجلت منظمة الصحة العالمية 23,000 إصابة سنوياً جراء الألعاب النارية، 70% منها خلال فعاليات ترفيهية، كما في حادث كازينو "رويال" بتايلاند (2022) الذي خلف 14 قتيلاً.

وفي فبراير 2003، شهد نادي "ذا ستيشن" في ولاية رود آيلاند الأميركية حريقًا مروعًا بعد شرارة ألعاب نارية أطلقتها فرقة «Great White» خلال حفلتها، ما أشعل رغوة عزل الصوت المبطنة للجدران وتحول المبنى إلى جحيم في ست دقائق فقط، ليقتل 100 شخص ويصيب نحو 230 آخرين 

وفي رومانيا عام 2015، انطلقت شموع ألعاب نارية داخل قاعة "كوليكتيف"، واندلع حريق أسفر عن وفاة 64 شخصًا وإصابة 146 .

كواليس حفل محمد رمضان

في مساء يوم الخميس 31 يوليو 2025، تحول حفل الفنان محمد رمضان في جولف بورتو مارينا، الساحل الشمالي، من حدث فني ضخم إلى مشهد مأساوي، بعد وقوع انفجار ضخم أثناء فقرة الألعاب النارية على مسرح الحفل، وتحديدًا على مقربة من موقع الفنان، عندما انفجرت أسطوانة غاز ضمن معدات العرض الناري، ما أدى إلى وفاة الشاب حسام حسن عبد القوي (23 عامًا) وهو أحد الفنيين داخل فريق "الفاير وركس"، وإصابة ستة آخرين بإصابات تراوحت بين نزيف في المخ، جروح قطعية، كسور، وسحجات متعددة 

.سارع محمد رمضان إلى إيقاف الحفل، طلب من الحضور الانصراف بهدوء، وأمر بإخلاء المسرح فورًا وتقديم إسعافات أولية لمصابي الحاد ، أدخل المصابون، من بينهم عبداللاه علي حمدي (20 عامًا)، زين عاطف زين (24 عامًا)، عصام أحمد علي (21 عامًا)، محمد خالد سعد (25 عامًا)، عبد الله حمد عبد الله (18 عامًا) وعبد الرحمن حسام الدين (15 عامًا)، إلى مستشفى العلمين النموذجي، وتم تشخيص معظمهم بإصابات حرجة، بينما رفض الشاب حسام فرصة الإنقاذ رغم إنعاش القلب، وفارق الحياة بسبب الشدة المفاجئة للصدمة .

وفي أول رد فعل للفنان محمد رمضان عبر إنستجرام بعد الحادث مباشرة تحدث عن محاولة اغتيال مكتملة الأركان"، قبل أن يتراجع عن التصريح لاحقاً ويكتب: "اتضحت الصورة.. حادث أليم ناتج عن خلل تقني"، من جهته، أكد ياسر الحريري منظم الحفل لنيابة العلمين أن جميع التراخيص كانت مستوفاة، لكن التحقيقات كشفت أن العامل المتوفى لم يحصل على التدريب الإلزامي للتعامل مع المواد الخطرة، وفقاً لسجلات وزارة القوى العاملة.