نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ارتفاع أعداد شهداء التجويع في غزة والعطش يهدد مئات الآلاف - كورة نيوز, اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 04:23 مساءً
سجّلت مستشفيات قطاع غزة عشر حالات وفاة جديدة جرّاء التجويع الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من مليوني فلسطيني، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 111 حالة وفاة حتى الآن.
إنها فعلاً “اللقمة المغمّسة بالدم”، فـ”كيس الطحين” بات يختصر كلّ الحكاية في غزة، ومن أجله تُزهق أرواح الغزيين الذين يتضوّرون جوعاً في ظل الحصار الخانق.
من قلب أنهكه الجوع والعطش، تصرخ سيدة فلسطينية تطالب بتحرّك عاجل لوقف المأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر، حيث لا يستثني الجوع أحداً، كما هو الموت الذي يحصد الأرواح بصمت وقسوة.
في مشهد يختصر الكارثة، لم يجد كثيرون سوى نبات الصبّار لسدّ رمقهم، فيما توافد آخرون بأعداد كبيرة إلى المستشفيات وقد بدت عليهم علامات الإرهاق الشديد، نتيجة النقص الحاد في الغذاء. وأكد مدير مجمّع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، عجز الطواقم الطبية عن التعامل مع تزايد أعداد المصابين بالجوع، مشيراً إلى أن هذه الطواقم تعاني بدورها من الجوع والهزال والتعب.
هذا الواقع المأساوي دفع أكثر من مئة منظمة دولية غير حكومية إلى التحذير من خطر تفشّي مجاعة جماعية في القطاع، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح جميع المعابر البرّية المؤدية إلى غزة، وضمان التدفق الحرّ والدائم للمساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن “الأعمال العدائية العنيفة مستمرة بلا هوادة، في ظل انهيار متسارع لآخر شرايين الحياة في القطاع”. وأضاف: “السلطات الصحية المحلية أعلنت عن وفيات بين الأطفال والبالغين نتيجة الجوع، وقد استقبلت المستشفيات حالات إرهاق شديد ناجمة عن نقص الغذاء، فيما يُقال إن آخرين ينهارون في الشوارع”.
من جهتها، أكدت وكالة “الأونروا” أن الناس، بمن فيهم الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة، يموتون بسبب سوء التغذية الحاد. وكشفت الوكالة أن لديها وحدها آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات في الدول المجاورة، تنتظر السماح لها بالدخول إلى غزة منذ أن حظرت سلطات الاحتلال إدخالها في شهر آذار/مارس الماضي، مطالبة برفع الحصار فوراً والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
استشهاد 10 فلسطينيين جوعًا خلال 24 ساعة وارتفاع حصيلة المجاعة إلى 111 شهيدًا
هذا، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد عشرة مواطنين جوعًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع إجمالي عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 111 شهيدًا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث قضى عدد كبير منهم خلال الأيام الأخيرة نتيجة سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على السكان.
وفي حصيلة أخرى صادرة عن وزارة الصحة، فقد استُشهد 113 مواطنًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم 34 قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، أي أنهم من الجائعين الذين كانوا يتوجهون للحصول على الغذاء، فاستهدفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص المباشر.
وسُجّلت سلسلة جديدة من عمليات إعدام المجوّعين، اليوم، سواء في منطقة الشَّاكوش شرق رفح، حيث استُشهد أربعة مواطنين، أو في المنطقة الوسطى جنوب محور نتساريم، حيث استُشهد أربعة آخرون برصاص مباشر أطلقه جنود الاحتلال.
وفي السياق الميداني، تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة خان يونس، حيث انتشلت الطواقم ستة شهداء من منطقة عبسان، كما تواصل إطلاق النار في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، على الرغم من تراجع محدود للدبابات في دير البلح، ما أسفر عن انتشال مزيد من الشهداء في المنطقة.
وفي مدينة غزة، لا يزال صوت طائرات الاستطلاع يحلّق في السماء، فيما تنفذ طائرات الاحتلال غارات متفرقة من حين إلى آخر، أبرزها تلك التي استهدفت حيّ التفاح شرق المدينة، وأسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين، ضمن سلسلة غارات أدّت كذلك إلى استشهاد المدير الطبي لمجمّع الشفاء الطبي وزوجته وسبعة من أولاده.
كما أسفرت غارة أخرى استهدفت مخيم الشاطئ غرب المدينة عن استشهاد ثلاثة مواطنين.
ويُشار إلى أن معظم مناطق قطاع غزة تتعرّض للقصف المكثّف في ظل كارثة الجوع المتفاقمة التي يعيشها السكان، حيث يتعرض القطاع لحصار خانق، وسط تدهور إنساني غير مسبوق.
العطش يضاف إلى قائمة أدوات الموت في غزة
باتت المياه هدفًا جديدًا للاحتلال الإسرائيلي في سياق توسيع أدوات القتل الجماعي في قطاع غزة، حيث توقفت عشرات محطات تحلية المياه عن العمل بسبب النقص الحاد في الوقود، وتبعها تعطل مئات الآبار الجوفية، ليُضاف الحصول على المياه إلى قائمة معارك البقاء اليومية التي يخوضها الفلسطينيون في القطاع المحاصر.
بلدية غزة أكدت أن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز خمسة لترات يوميًا، تشمل الشرب والطبخ والاستحمام، بينما تحدد المعايير الدولية الحد الأدنى لنصيب الفرد بـ120 لتراً يوميًا.
وبحسب الإحصاءات المحلية، فإن كمية المياه المتوفرة حاليًا لا تغطي سوى أقل من 12% من الحد الأدنى المطلوب يوميًا، ما يضع معظم سكان القطاع أمام خطر التعرض للأمراض المرتبطة بنقص المياه وسوء النظافة.
يصل الماء في بعض الأحيان لساعات محدودة خلال اليوم، ثلاث أو أربع ساعات فقط، وفي كثير من الأوقات لا يصل على الإطلاق.
لم يعد الماء وسيلة للغزيين لتخفيف وطأة الجوع، بل صار نادرًا كالرغيف، وشحيحًا كأمان الحياة. هكذا، تتسع دائرة القتل يومًا بعد يوم، ليُضاف العطش إلى المجاعة والقصف، كأدوات ثلاثية لحصار الموت المفروض على غزة.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق