نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التصويب على المقاومة.. آراء فردية أم تنفيذ لأجندات خارجية؟ - كورة نيوز, اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 08:36 مساءً
يتواصل تصويب بعض الجهات السياسية والإعلامية على المقاومة في لبنان، في محاولة لتحميلها مسؤولية كل أزمات البلد، في تجاهل لحقائق الواقع السياسي والاقتصادي المتراكم منذ عقود.
من يتابع ما تبثه بعض وسائل الإعلام وما يُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما يصدر عن عدد من الشخصيات السياسية، يدرك أن ما يجري يتجاوز حدود الآراء الفردية أو التحليلات العابرة، ثمة ما يشبه الحملة المنظمة التي تُدار بخطاب متقاطع بين الإعلام والسياسة، يهدف إلى التركيز كل الهجوم على المقاومة وسلاحها في توقيت إقليمي ودولي حساس لا يخدم لبنان ومصلحته بل يصب حصرا في مصلحة العدو الاسرائيلي.
اللافت أن بعض الجهات السياسية، التي تمارس العمل العام منذ عقود لم تُقدّم ما يمكن البناء عليه في التنمية أو الإصلاح أو تحسين الأداء المؤسساتي، ومع ذلك، تنحو اليوم إلى تحميل سلاح المقاومة مسؤولية الفشل السياسي والاجتماعي والخدماتي في البلاد، وكأن كل أزمات لبنان المزمنة قد بدأت وتنتهي عند هذا الملف.
والأكثر إثارة للجدل، أن الاتهامات تُوجَّه إلى المقاومة من دون أي مساءلة فعلية للعدو الإسرائيلي الذي يواصل خروقاته اليومية للسيادة اللبنانية ويتنصل من تنفيذ التزاماته الدولية، ويُبقي حالة الحرب قائمة من دون رادع، كما يلتزم الفريق المهاجم للمقاومة عن كل الدعم الاميركي للعدو ورفض واشنطن على لسان مبعوثها توم باراك تحميل كيان العدو اي مسؤولية ناهيك عن تأكيده انه لا يمكن إجبار “إسرائيل” على شيء.
وهذا الأداء المريب من بعض اللبنانيين يثير الكثير من التساؤلات، فهل ما يجري هجوم سياسي وإعلامي بريء أم أنه جزء من حملة منسّقة يقف خلفها طرف خارجي؟ هل هناك توزيع أدوار بين أطراف داخلية وخارجية هدفه تأليب الرأي العام على أحد أبرز عناصر قوة لبنان؟ وهل يمكن اعتبار هذا التوقيت – في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر – مجرد صدفة؟
وهذه التساؤلات بديهية في بلدٍ باتت معظم قواه السياسية مرتبطة بمحاور إقليمية ودولية، ومن الصعب القبول بأن الحملات التي تُشنّ على المقاومة وسلاحها تحصل بشكل عفوي، فثمة مؤشرات على أن الحملة تتغذى من مناخ خارجي يسعى لإضعاف لبنان في وجه عدوان دائم، عبر ضرب أحد أعمدة قوته الاستراتيجية.
في ظل هذه المعطيات، يصبح من المشروع التساؤل: أليس الأجدى توجيه بوصلة الهجوم نحو العدو الإسرائيلي الذي يستبيح السيادة اللبنانية؟ أليس الأجدى توحيد الجهود لحماية لبنان من أطماع هذا العدو المتوحش، بدلاً من تقاذف الاتهامات الداخلية وتصفية الحسابات على حساب الأمن الوطني؟
حول ذلك، قال مدير “المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء” الدكتور زكريا حمودان إن “الهجوم على سلاح المقاومة يأتي في إطار تنفيذ مشروع خارجي في المنطقة، تقف خلفه أطراف عدة، أبرزها الولايات المتحدة الأميركية والعدو الإسرائيلي وبدعم من بعض الدول العربية”، واعتبر أن “الجهات الداخلية المنخرطة في هذا المشروع لا تملك قرارها، بل تُستخدم كأدوات تنفيذية”.
وأوضح حمودان في حديث خاص لموقع قناة المنار أن “الهدف من استهداف المقاومة هو تنفيذ مشروع التطبيع مع العدو وطمس القضية الفلسطينية”، وتابع: “لا أرى فيما يجري عملية توزيع أدوار بين الداخل والخارج، بل أُفضل استخدام تعبير هو تنفيذ أجندات خارجية بأدوات داخلية”، ورأى أن “الغاية من ذلك هي تأليب الرأي العام اللبناني على سلاح المقاومة”.
وأشار حمودان إلى أن “ما جرى في سوريا جاءت نتائجه بعكس ما أُريد له لجهة إضعاف فكرة المقاومة، وهو ما يفسّر استعجال الموفد الأميركي للمجيء إلى لبنان”، وأضاف أن “الهدف الرئيسي هو إعادة شحن المشهد الداخلي باتجاه المطالبة بنزع سلاح المقاومة”.
ولفت حمودان إلى أنه “يجب التوقف عند نقطة بالغة الأهمية، وهي أن بعض الأوساط الداخلية باتت تعتبر الترويج للمشروع الإسرائيلي أمرًا طبيعيًا، وكأن العداء للعدو لم يعد من الثوابت الوطنية، بل تحوّل إلى وجهة نظر”، ورأى أنه “بمقابل هذا الفريق، هناك تفاهم ومنطق سياسي واضح لدى قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مقاربته لهذه الملفات، لا سيّما من خلال علاقته الإيجابية مع الرئيس نبيه بري والمقاومة”.
لكن في خضم كل هذه الفوضى والضوضاء التي يحدثها البعض، يبقى الثابت أن سلاح المقاومة بالنسبة لجزء كبير من اللبنانيين ليس بندًا عابرًا في معادلة الداخل، بل عنصرًا حاسمًا في حماية لبنان، وإلا لماذا كل هذه الهجمة السياسية والاعلامية على السلاح؟ أليس السبب هو خوف العدو ومن يقف خلف منه ولأنه يشكل خطرا على أمن الكيان الغاصب؟
المصدر: موقع المنار
0 تعليق