الرياض تعيد تعريف بيئة العمل من داخل المقاهي: مكاتب عصرية بلا جدران - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرياض تعيد تعريف بيئة العمل من داخل المقاهي: مكاتب عصرية بلا جدران - كورة نيوز, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 06:28 مساءً

الرياض تعيد تعريف بيئة العمل من داخل المقاهي

الرياض تعيد تعريف بيئة العمل من داخل المقاهي

واس

لم يكن العمل من المقاهي أمرًا طارئًا في مدينة الرياض، بل يمثل امتدادًا طبيعيًا لصيغة اجتماعية قديمة، عرفت منذ بدايات نهضتها، حين كانت المقاهي ملتقى لتبادل الأفكار وتسيير الأعمال بشكل بدائي. ففي زوايا تلك المقاهي القديمة، تمت كتابة صفقات وعقد نقاشات وتحركت الحياة اليومية بين فنجان قهوة ودفتر ملاحظات، قبل أن تنشأ المكاتب الحديثة وتنتظم بيئة العمل الرسمية.

رقمنة الفكرة القديمة وتحديث الفضاء

اليوم، تعود هذه الصيغة بصورتها الرقمية المعاصرة، في قلب مدينة الرياض المتجددة، حيث يتقاطع التراث المحلي مع التقنية الحديثة. لم يعد العمل مرهونًا بالمكتب التقليدي أو الجلوس خلف الطاولة، بل أصبح الإنسان أكثر وعيًا بتفاصيل يومه، وأكثر قدرة على خلق توازن بين الإنجاز والراحة، في ظل تحولات تقنية سريعة تعيد تشكيل أنماط الحياة والعمل.

في هذا السياق، أصبحت الأجهزة الذكية بمثابة مكاتب متنقلة، فلم تعد مجرد أدوات مساعدة، بل منصات متكاملة تُدار من خلالها الاجتماعات، وتُبنى الاستراتيجيات وتُنجز المهام من أي مكان يوفر اتصالًا جيدًا بالإنترنت، وهدوءًا مناسبًا، وإلهامًا بصريًا أو سمعيًا. هذا التحوّل لم يكن ترفًا بل ضرورة تفرضها سرعة العصر ومتطلباته.

تجارب شخصية تعكس نجاح النمط الجديد

في القطاع الحكومي، وجد بعض الموظفين بيئة المقاهي خيارًا مناسبًا للعمل المرن، مثل الموظف مصعب مقبل، الذي أكد أن الأجواء في المقاهي تمنحه راحة فريدة تساعده على التركيز وتنظيم وقته. أما في القطاع الخاص، فيرى أمجد مشافي أن المقاهي تعزز الإبداع وتفتح باب التعاون غير الرسمي، مشيرًا إلى أن التفاعل مع الناس وتنوع الأفكار يرفع من إنتاجيته اليومية.

من جهته، قال أكثم صالح، مسؤول العلاقات في إحدى سلاسل المقاهي بالرياض، إن المقاهي أصبحت أكثر من مجرد مكان لتناول القهوة، بل أصبحت فضاءً مناسبًا للعمل والاجتماعات، بفضل تجهيزاتها المتكاملة وأجوائها المريحة. وهذا يعزز مكانة الرياض كعاصمة للحياة العصرية التي تحتضن أنماط العمل الحديثة.

القطاع الثقافي يواكب التحوّلات الجديدة

ولم تغب المؤسسات الثقافية عن هذا التحول، فقد أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة مبادرة 'الشريك الأدبي'، مستهدفة تحويل المقاهي إلى فضاء ثقافي حي يربط بين الكتّاب والمترجمين والقرّاء في بيئة تتجاوز الصيغ التقليدية، ليتحول المقهى إلى منصة تلتقي فيها القهوة مع الفكرة.

هذا التحول لم يأتِ فجأة، بل مر بمراحل تمهيدية مثل نمو العمل الحر، وصعود الاقتصاد الإبداعي، وزيادة الاعتماد على التقنية. ومع جائحة كورونا، تسارع هذا التغيير، ليُكتشف أن العمل لا يحتاج جدرانًا عالية بل بيئة محفّزة ومساحة ذهنية مرنة. فبين فنجان قهوة ونافذة تطل على السماء، يُعاد تشكيل مفهوم العمل الحديث بعيدًا عن الصورة النمطية للمكاتب التقليدية.

اقرأ ايضا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق