نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجوع ينهش غزة.. أطفال ونساء على حافة الموت - كورة نيوز, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 05:32 مساءً
تتواصل حرب الإبادة التي يشنّها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث أسفرت سلسلة من الاعتداءات المتواصلة عن استشهاد وإصابة العشرات في مختلف مناطق القطاع.
وفي تطور لافت، أصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء واسعة للمناطق الغربية من مدينة دير البلح، للمرة الأولى منذ بدء العدوان، تزامنًا مع قصف جوي مكثف طال أحياء مأهولة بالسكان، وسط تحذيرات من احتمال تنفيذ توغل بري في منطقة مكتظة بالنازحين والمشردين.
في موازاة ذلك، يتفاقم شبح الجوع الكارثي الذي يطارد سكان القطاع جراء الحصار الخانق ومنع إدخال المواد الغذائية. وقد حذّرت جهات طبية وإنسانية من خطر الموت جوعًا، بعدما ازدحمت المستشفيات بحالات سوء تغذية حادة، خصوصًا بين الأطفال والمسنين والنساء. وسُجّلت حالات لجوع شديد، حيث لم يتناول عدد كبير من المواطنين أي طعام منذ أيام، ما ينذر بحدوث أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ غزة، في ظل صمت دولي مريب يرقى إلى مستوى التواطؤ.
الأمم المتحدة حذّرت من أن سكان غزة يواجهون مجاعة كارثية، ووصفت الأزمة بأنها “مجاعة القرن”، في وقت امتلأت فيه منصات التواصل الاجتماعي بمشاهد مؤلمة وتسجيلات مصورة تُظهر أطفالًا ونساء وشيوخًا يعانون الهزال الشديد وسط أنقاض البيوت المدمرة.
في إحدى هذه المشاهد، بدا الطفل يزن أبو فول وهو يتلقّف قطعة خبز يابسة كما لو أنها كنز، بينما رصدت الكاميرا في خيمة شمال غرب القطاع فرحة عارمة لفتيان وعائلاتهم بعد عودتهم بكيس من الطحين انتزعوه من “مصائد الموت”.
من جانبه، أكد برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن شخصًا واحدًا من كل ثلاثة لا يتناول الطعام لعدة أيام متتالية.
ووفق معطيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 650 ألف طفل في القطاع يواجهون خطر الموت بسبب الجوع وسوء التغذية، في حين تواجه نحو 60 ألف امرأة حامل خطرًا داهمًا نتيجة النقص الحاد في الغذاء والرعاية الصحية الأساسية.
وارتفع عدد الشهداء نتيجة الجوع المباشر إلى 19 شهيدًا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في ظل حصار خانق يمنع إدخال الغذاء والدواء. ويعيش المواطنون في غزة أوضاعًا كارثية، إذ تعتمد كثير من العائلات في بقائها على الماء والملح فقط، وسط تفشي حالات سوء التغذية وتهديد الموت جوعًا، في مشهد يرقى إلى مستوى جريمة إبادة جماعية ترتكب بصمت دولي مريب.
وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، أن منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يكشف عن تواطؤ دولي فاضح في سياسة التجويع، محذرًا من كارثة إنسانية شاملة تطال الأطفال والنساء والمرضى.
وقال لازاريني، في منشور له عبر منصة “إكس”، إن رسائل يومية تصل من موظفي الأونروا الجائعين تقول: “أبحث عن طعام لأطفالي، لكن لا شيء”، وتساءل: “كيف يمكن الرد على رسائل اليأس هذه؟ إنه لأمر مخزٍ، وهذا الواقع الكارثي يجري تحت غطاء الإفلات التام من العقاب، فالطعام متوافر على بُعد كيلومترات فقط من غزة، والأونروا وحدها تملك مخزونًا كافيًا خارج القطاع لتغطية احتياجات السكان لثلاثة أشهر، لكن لم يُسمح لنا بإدخال شيء منذ بداية آذار/مارس الماضي”.
اغتيال واعتقال أطباء ميدانيين وقصف واسع يوقع عشرات الشهداء
تشهد المناطق الغربية من قطاع غزة تصعيدًا خطيرًا في الاعتداءات الإسرائيلية، لاسيّما في المناطق الجنوبية الغربية قرب رفح، حيث أقدمت قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية ميدانية استهدفت الكوادر الطبية بشكل مباشر.
وفي التفاصيل، اختطفت القوة الخاصة الطبيب مروان الهمص، المسؤول عن المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، أثناء زيارة ميدانية قام بها برفقة عدد من زملائه الصحافيين لأحد المستشفيات الميدانية. وأسفرت العملية عن استشهاد الزميل الصحافي تامر الزعانين، وإصابة الزميل محمد باشيبة، فيما اقتادت القوة الخاصة الدكتور الهمص إلى جهة مجهولة، نُقل لاحقًا إلى أحد السجون الإسرائيلية.
هذه العملية الخطيرة تأتي في سياق متواصل من الانتهاكات الإسرائيلية بحق القطاع الصحي في غزة، من اعتقال الطواقم الطبية والتنكيل بها داخل السجون، إلى استهداف مباشر للمنظومة الطبية، ما أثار موجة إدانة واسعة من المؤسسات الحقوقية والإنسانية داخل القطاع.
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال قصفها الجوي والمدفعي المكثف على المناطق الغربية لمدينة دير البلح وسط القطاع، حيث شرعت منذ صباح اليوم بتنفيذ تهديداتها، متسببة بدمار واسع طال عشرة منازل على الأقل، عبر استهدافات مباشرة أودت بحياة ثلاثة مواطنين في دير البلح، واثنين آخرين جنوبًا في المنطقة الوسطى قرب لحظة ربسارين.
الاستهدافات الإسرائيلية لم تتوقف عند هذا الحد، فقد شملت مختلف أنحاء قطاع غزة، وأسفرت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن استشهاد 144 فلسطينيًا، بينهم عدد من المواطنين الذين استُهدفوا أثناء توجههم إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.
وفي مدينة غزة، شنّ جيش الاحتلال غارة على محطة لتحلية المياه في حي الرمال، وهو أحد الأحياء التي كان الاحتلال قد وجّه المدنيين للنزوح إليها من شرق المدينة، مما أدى إلى استشهاد أربعة نازحين. كما تم استهداف مواطن آخر قرب منتزه البلدية في المناطق الغربية للمدينة.
يُذكر أن عددًا من المنازل والخيام تعرّضت للقصف أيضًا في بداية المناطق الشرقية من المدينة، وسط حالة من الرعب والدمار الشامل.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق