بعد ضرب القصر الجمهوري ومساندة الدروز.. بلطجة إسرائيلية وتقسيم إجباري لسوريا - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد ضرب القصر الجمهوري ومساندة الدروز.. بلطجة إسرائيلية وتقسيم إجباري لسوريا - كورة نيوز, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 11:18 مساءً

شكل تمرد الدروز في سوريا وتعاونهم المباشر مع إسرائيل خطرًا مذهلًا على وحدة الدولة السورية، وكشف عن البلطجة الصهيونية التي يخطط لها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بمعاونة صديقه وحليفه دونالد ترامب، والتي تمثلت في عدوان إسرائيلي على مراكز السيادة السورية، والقصر الجمهوري، ورئاسة أركان، وضرب للجيش والأمن الداخلي بالطائرات الحربية والمسيرة، مع وساطة أمريكية تجبر الجيش السوري على الانسحاب من أراضيه خضوعًا للشروط الإسرائيلية مقابل وقف الضربات.

وكانت فاجعة العرب الكبرى في استجابة النظام السوري للتسليم للشروط الإسرائيلية الأمريكية من ناحية، ولوساطة دول عربية شاركت في إجبار سوريا على هذا الخضوع من ناحية أخرى.

وعلى الرغم من الهدوء المؤقت والشكلي فإن هناك إجماعًا من المراقبين على أن إسرائيل ومن خلفها أمريكا تجهز لاحتلال جميع محافظات الجنوب السوري (درعا والقنيطرة والسويداء)، وليس فقط مناطق الدروز، في إطار وعد من ترامب لصديقه نتنياهو بتوسعة جغرافيا إسرائيل على حساب أوطان العرب.

شتات عسكري

وتتباين توجهات الفصائل الدرزية المسلحة في السويداء بين موالية لحكومة دمشق ومعارضة لها، ويبرز من الجانب المؤيد للدولة "تحالف مضافة الكرامة" بقيادة ليث البلعوس (ابن القيادي الوالد وحيد البلعوس)، وفصيل "أحرار جبل العرب" لسليمان عبد الباقي، اللذان توليا دعم النظام السوري.

في المقابل، تنشط فصائل معارضة قوية: أبرزها "المجلس العسكري في السويداء" و"لواء الجبل" (حوالي 3 آلاف مقاتل) المرتبطان بالمعارضة الدرزية بقيادة الشيخ حكمت الهجري.

وشكل الدروز حديثًا تحالفا تحت اسم "درع التوحيد"، جمع فصائل صغيرة مثل «قوات العليا»، «شيوخ الكرامة»، «سرايا الجبل» و«جيش الموحدين»، وقد أعلن هذا التحالف قطع العلاقات نهائياً مع دمشق، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر فصيل "حركة رجال الكرامة" بقيادة أبو حسن يحيى الحجار من أكبر الفصائل المعارضة للنظام.

الصراع المستمر

وكانت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، قد شهدت موجتين رئيسيتين من الصراع المسلح حتى بداية هذا الأسبوع، حيث اندلعت اشتباكات في أبريل 2025 بين مجموعات درزية وأخرى حكومية قرب دمشق وصلت آثارها إلى السويداء، ما أسفر عن مقتل 119 شخصاً من المتمردين الدروز وعناصر أمن.

وتزامنت هذه الاشتباكات مع تدخل إسرائيلي عبر غارات جوية على مواقع للجيش السوري، بحجة حماية الدروز.

وفي الشهر الجاري، تصاعد الصراع بصورة حادة بين دروز السويداء وعشائر البدو العربية، حث اندلعت الصدامات بعد اختطاف أحد تجار العشائر، وقتله والاستيلاء على بضائعه، وفور الحادث بدأت عمليات قتل واختطاف متبادلة بين الطرفين تدخل على إثرها الجيش السوري نهاية الأسبوع الماضي، والذي أجبر على سحب قواته العسكرية والأمنية تحت الضربات الإسرائيلية والضغط الأمريكي، وفور الانسحاب بدأ الدروز عمليات انتقام وقتل موسعة ضد العشائر العربية، والتي استنفرت أفرادها من جميع أنحاء سوريا لتدخل ليل الخميس الماضي وفجر الجمعة معظم أنحاء السويداء وحاصرت بعض قرى المحيط مثل بلدة شهبا.

وأوضح رئيس تجمع عشائر الجنوب الشيخ راكان الخضير، أن أكثر من ألفين من أبناء العشائر أسرى لدى الدروز.

وقال الخضير: إن الهدف من العملية التي باشرتها العشائر هو "تحرير أبنائنا الرهائن لدى جماعة الهجري"، واصفا ما تقوم به تلك الجماعة بأنه "مؤسف جدا"، ومضيفا "وثقنا قطع رؤوس أطفال واغتصاب نساء في السويداء".

ووجه رئيس تجمّع عشائر الجنوب السوري نداء إلى العشائر بعدم الاعتداء على أحد خلال العمليات الحالية.

وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «مجموعات خارجة عن القانون» اعتدت على حي المقوس (شرقي السويداء) الذي تقطنه عائلات من البدو، وارتكبت مجازر بحق النساء والأطفال، مشيرة إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.

وأشارت الوكالة إلى أن منازل وأحياء في المدينة وقرى ريف السويداء الغربي تعود إلى عشائر البدو تعرضت للإحراق من قبل تلك الفصائل المحلية.

وفي محاولة لإنقاذ الموقف طالب حكمت الهجري، وهو أحد شيوخ عقل الدروز، دمشق بإرسال "قوات لفض النزاع في السويداء".

ويذكر أن الهجري هو الذي طالب من قبل بتدخل دولي لحماية الدروز، الأمر الذي يشير إلى التخبط والارتباك الذي يسيطر على زعماء الطائفة الدرزية.

بالمقابل، أكد عدد من شيوخ الطائفة الدرزية في سوريا وقوفهم إلى جانب الدولة السورية ورفضهم الدعوات إلى التدخل الأجنبي.

ومما يعكس التباين بين زعماء الطائفة الدرزية، حذر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط من جر الطائفة لحرب لا تنتهي مع العشائر العربية، في حين أعلن الشيخ موفق طريف، زعيم الدروز الإسرائيلي، وقوفه مع دروز سوريا ودعا لحمايتهم.

وتعكس هذه الأحداث تراكمات قديمة، فالعشائر البدوية ترى نفسها «أبناء الأرض الأصليين» الذين دفعهم التهميش التاريخي إلى هذا الصراع، بينما يؤكد الدروز أنهم يدافعون عن وجودهم في جبل العرب كجزء لا يتجزأ من الدولة السورية.

الانتشار والطموح السياسي

تعيش النسبة الكبرى من الدروز 800 الف نسمة في سوريا، من بين 1.5 مليون درزي في العالم، وتتركز غالبيتهم في منطقة السويداء جنوب البلاد وبعض المدن والقرى في ريف دمشق.

وتتفاوت طموحاتهم بين السعي إلى الحكم الذاتي الإداري في جبل العرب «منطقة السويداء» ضمن نظام لامركزي أو فدرالي وبين المحافظة على التمثيل داخل الدولة السورية.

وذكر تقرير لوول ستريت جورنال أن إسرائيل تحاول استمالة بعض زعماء الدروز لسعيهم لحكم ذاتي فدرالي مقابل دعم مالي كبير، وحتى منتصف 2025، تأرجحت مواقف القيادات الدرزية بين دعوات للحوار والحفاظ على العلاقة مع دمشق وبين حركات معارضة تحالفت مع إسرائيل.

أما لبنان فيعيش فيه نحو 250 ألف درزي، يتركزون في جبل لبنان «الشوف، عالية، المتن الأعلى» والمناطق المجاورة.

ويشارك الدروز في النظام الطائفي اللبناني عبر الحزب التقدمي الاشتراكي العريق، وتاريخياً، سعى زعيم الطائفة كمال جنبلاط (وابنه وليد اليوم) إلى تحقيق دور سياسي كبير ضمن بناء الدولة اللبنانية الحديثة، مركزاً على قيم التعددية والاستقلالية النسبية للطائفة.

وفي الأزمة الأخيرة، نصح وليد جنبلاط بعدم جرّ الطائفة إلى صراع طائفي مفتوح، وهي إشارة ضمنية إلى الحرص على الاستقرار الوطني والحفاظ على مقاعد الطائفة ضمن النظام.

ولا يطالب الدروز اللبنانيون باستقلال أو انفصال عن الدولة، بل يحرصون على حفظ حقوقهم السياسية والاجتماعية ضمن إطار الجمهورية اللبنانية.

وفي فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل ينتشرون في أكثر من 20 قرية بالجليل وجبل الكرمل والجولان، ويبلغ عدد الدروز الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية نحو 153 ألفاً إضافةً إلى حوالي 23 ألف درزي في الجولان المحتل، ووهم مندمجون في المجتمع الإسرائيلي، حيث يخدم كثير منهم في الجيش ويشاركون في الكنيست برغم قلة عددهم، وبالتالي لا توجد لديهم مطالب قومية منفصلة، بل يسعون إلى المساواة الكاملة في الدولة الإسرائيلية التي يعيشون فيها.

وفي الجولان السوري المحتل، يحمل معظم أبناء الجولان الجنسية الإسرائيلية ويتمتعون بوضع مختلف، دون مطالبة صريحة بعودة سريعة إلى سوريا ضمن برامج سياسية معلنة.

وفي الأردن يقدر عدد الدروز بنحو 20 ألفاً، معظمهم في الشمال (أم القطين، الأزرق، ولهم نفس حقوق الأردنيين، وليس لهم طموحات سياسية مستقلة، ويشارك عدد منهم في الحياة العامة والسياسة الأردنية «منهم وزراء ورؤساء وزراء سابقون من أصل درزي، أبرزهم رشيد طليع»، لكن طموحهم الرئيسي هو ضمان حقوقهم كمواطنين كاملين دون تمييز.

ويبقى أن تحدي نتنياهو لسوريا والعرب والمسلمين في السويداء كشف عن تحالف استعماري جديد يضم إلى جانب إسرائيل أمريكا ودول أوروبا التي شاركت في خداع أحمد الشرع حتى يتم التخلص من إيران وحزب الله، وحركات المقاومة في غزة، ثم بدأ التفرغ لسوريا، ومن بعدها تركيا والعراق.

اقرأ أيضاًإطلاق «النفير العام» لحشد 50 ألف مقاتل من العشائر لمحاربة «الدروز»!

شيخ «الدروز» في لبنان: نحمل الدولة السورية مسؤولية معالجة ما وصلت إليه الأمور من انفلات

الداخلية السورية: قواتنا تستعد لإعادة الانتشار في السويداء للسيطرة على القتال بين الدروز والبدو

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق