في صباح يغمره الأمل، وعلى أرصفة محطة مصر العتيقة، امتزجت الدموع بالابتسامات، وبدأت حقائب الذكريات تتجه نحو الجنوب، في لحظة تختزل مزيجًا من الحنين والرجاء، استقل الأشقاء السودانيون قطارًا مخصوصًا إلى أسوان، يقطع بهم الطريق نحو الوطن، حاملاً دعوات بالسلام والعودة الآمنة، في مشهد تجسد فيه الروح الإنسانية قبل المرافق اللوجستية.

خطة منظمة لتيسير عودتهم الطوعية إلى السودان عبر أسوان

وسط مشاعر مختلطة من الحنين والتفاؤل، غادر عدد من السودانيين المقيمين في مصر محطة رمسيس في اتجاه الجنوب، على متن قطار خُصص لهم من قبل هيئة السكة الحديد، كجزء من خطة منظمة لتيسير عودتهم الطوعية إلى السودان عبر أسوان.

ويأتي تشغيل هذا القطار – الذي انطلق صباح الاثنين من محطة القاهرة في تمام الساعة 11:00 صباحًا متوجهًا إلى أسوان، ويصل في تمام الحادية عشرة مساءً – ضمن مبادرات وزارة النقل المصرية لتقديم الدعم اللوجستي والإنساني للأشقاء السودانيين، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية.

العلاقات التاريخية المتينة التي تربط بين الشعبين المصري والسوداني

وأعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر أن القطار رقم 1940، وهو من الدرجة الثالثة المكيفة، يأتي كاستجابة إنسانية مباشرة، في ظل العلاقات التاريخية المتينة التي تربط بين الشعبين المصري والسوداني.

قطار العودة من أسوان إلى القاهرة رقم 1945 سيعمل يوم الثلاثاء فقط

كما أشارت إلى أن قطار العودة من أسوان إلى القاهرة رقم 1945 سيعمل يوم الثلاثاء فقط، ليعود من أسوان في الساعة 07:50 صباحًا ويصل إلى العاصمة في الساعة 21:50 مساءً، ولكن لخدمة الركاب المصريين بشكل اعتيادي.

وزارة النقل، من خلال تعليمات الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أوصت بتوفير كافة التسهيلات والدعم للمغادرين حتى وصولهم إلى ميناء السد العالي النهري، الذي يمثل المحطة النهائية قبل عبورهم إلى وطنهم الأم.

هذه الخطوة لم تكن مجرد وسيلة مواصلات، بل مبادرة إنسانية متكاملة، تسعى الدولة من خلالها إلى تأكيد التزامها الأخلاقي تجاه الأشقاء السودانيين، ومواصلة الدعم الذي بدأ منذ بداية التوترات في السودان.

وقد أعربت الهيئة عن تمنياتها الخالصة بسلامة الرحلة وعودة كريمة وآمنة لكل من قرر المغادرة، مؤكدة أن الروابط بين الشعبين ستظل قوية، مهما تباعدت المسافات.