نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لا يحجون ولا يصومون رمضان.. أسرار العقيدة الدرزية السورية الغامضة - كورة نيوز, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 06:28 مساءً
في الأيام الأخيرة، عاد الدروز في سوريا إلى واجهة الأحداث، بعد تصاعد التوتر بينهم وبين النظام السوري في محافظة السويداء (معقلهم الرئيسي) لتصدر تصريحات متناقضة من زعماء الدين والوجهاء الدرزية، بين مؤيد للنظام ومعارض له، أثارت تساؤلات حول مستقبل هذه الطائفة التي ظلت لعقود جزءًا من النسيج السوري، وإنْ شاب علاقتها بالدولة أزمات متكررة.
قصة الدروز في سوريا أعمق من اللحظة الراهنة، فهي تمتد إلى جذور تاريخية ودينية وسياسية معقدة، تتقاطع فيها ال هوية المذهبية مع التحولات الإقليمية والصراع على السلطة.
ينتمي الدروز إلى طائفة دينية إسلامية باطنية نشأت في القرن الحادي عشر الميلادي، وتحديدًا في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، حيث تبنى الدعاة مثل حمزة بن علي ونشتكين الدرزي أفكارًا تُعتبر خارجة عن المذاهب الإسلامية التقليدية، ما جعلهم هدفًا للاضطهاد، فيما يعتبر الدروز أنفسهم "موحدين"، ويرفضون العديد من الشعائر الإسلامية كالحج والصيام، بينما يقدسون شخصيات مثل النبي شعيب، الذي يُعتقد أن ضريحه في حطين بفلسطين.
انتشر الدروز في جبل لبنان وجبل الدروز (السويداء حاليًا) وجبال الكرمل في فلسطين، بعد هجرات متتالية هربًا من الاضطهاد، وفي سوريا، استقر معظمهم في المنطقة الجنوبية، التي أصبحت لاحقًا محافظة السويداء، حيث شكلوا مجتمعًا منغلقًا يحافظ على تقاليده الدينية والاجتماعية بصرامة.
العلاقة مع النظام السوري
خلال حكم حافظ الأسد، تمتع الدروز بعلاقة متوازنة مع النظام، إذ شاركوا في المؤسسات العسكرية والسياسية، وإنْ بقوا بعيدين عن مراكز القرار الحقيقية، لكن التوترات ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي، عندما قمع النظام انتفاضة الإخوان المسلمين، واتهم بعض الزعماء الدروز بالتعاطف مع المعارضة، ومع ذلك، ظلت السويداء هادئة نسبيًا، بسبب سياسة "العصا والجزرة" التي اتبعها النظام، والتي جمعت بين القمع والامتيازات الاقتصادية المحدودة.
الأزمة الحقيقية بدأت بعد 2011، حين انقسموا بين مؤيد للنظام ومعارض له، حيث رفض العديد من شباب السويداء الانضمام إلى الجيش السوري، وهرب آلاف منهم من الخدمة العسكرية، بينما انضم بعضهم إلى المعارضة المسلحة، وفي المقابل، دعمت عائلات درزية بارزة النظام، مثل آل الأطرش، الذين لعبوا دورًا في التوسط بين الطائفة والنظام، لكن تصاعد العنف في الجنوب السوري، خاصة بعد سيطرة النظام على درعا عام 2018، زاد من مخاوف الدروز من انتقام النظام أو استهدافهم كطائفة.
اتهامات التعاون مع إسرائيل
إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل هي علاقة الدروز بإسرائيل، ففي فلسطين المحتلة، يعيش عشرات الآلاف من الدروز، ويخدمون في الجيش الإسرائيلي بموجب قانون التجنيد الإجباري، ما أثار شكوكًا حول ولاء الدروز في سوريا، لكن الواقع أكثر تعقيدًا؛ فبينما أدان زعماء الدروز السوريون أي تعاون مع إسرائيل، تحدثت تقارير عن مساعدات إنسانية قدمتها إسرائيل لمحافظة السويداء عبر الحدود، في محاولة لكسب التعاطف، بينما استخدم النظام السوري هذه الادعاءات لتشويه معارضي الدروز، ونفى قادة الطائفة أي علاقة رسمية مع العدو الإسرائيلي.
التقسيمات الداخلية
الدروز في سوريا ليسوا كتلة واحدة، بل تنقسم ولاءاتهم بين مؤيدين للنظام، ومعارضين محايدين، وآخرين يطالبون بحكم ذاتي، وبعض العائلات الكبرى، مثل الأطرش، تحاول الحفاظ على دور وسيط، بينما يرى شباب أن مستقبل الطائفة يتطلب موقفًا أكثر حسمًا.، ومع تصاعد الأزمة الاقتصادية وتدهور الأمن، بدأت السويداء تشهد احتجاجات متفرقة ضد النظام، مما يهدد بزعزعة الاستقرار النسبي الذي تمتع به الدروز مقارنة ببقية السوريين.
==
0 تعليق