شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا واحدة من أفظع موجات العنف الطائفي، حيث لقي أكثر من 50 مدنياً من أبناء عشائر البدو مصرعهم في عمليات إعدام ميداني، نفذتها فصائل مسلحة درزية يقودها حكمت الهجري، عقب انسحاب قوات الأمن والجيش السوري من المنطقة.

وأكد شهود ومصادر محلية أن المهاجمين نفذوا هجمات واسعة في ثماني قرى بدوية تقع على أطراف المحافظة، شملت مناطق الثعلة وكناكر وأصلحة، وسط أعمال تمشيط وتهجير قسري طالت مئات العائلات.

وقال مصدر أمني في تصريحات صحفية إن "المجموعات المسلحة استغلت الفراغ الأمني بعد انسحاب القوات الحكومية، وهاجمت مناطق البدو في الريف الشمالي والشرقي للسويداء، منها الحروبة، رجم الزيتون، نجران، الشعاب، وسهوة البلاطة، ونفذت عمليات تصفية ميدانية".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر عشرات الجثث لرجال ونساء وأطفال، جُمعت في مكب نفايات بينما تجلطت الدماء على الأرض. وأظهرت مقاطع أخرى عائلات بدوية مشردة في العراء وسط الصحراء، دون مأوى أو حماية.

من جهتها، أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) وقوع مجازر وانتهاكات ضد المدنيين، مشيرة إلى أن مجموعات "خارجة عن القانون" اقتحمت حي المقوس وارتكبت مجازر بحق النساء والأطفال، في أعقاب إعلان وزارة الداخلية السورية عن اتفاق جديد لتسليم مسؤولية الأمن في السويداء للفصائل المحلية ومشايخ العقل.

وفي السياق ذاته، تصدر وسم #انقذوا_بدو_السويداء منصات التواصل الاجتماعي في سوريا، وسط إدانات واسعة لما وُصف بأنه تطهير طائفي منظم، ومطالبات محلية ودولية بالتدخل العاجل لوقف المجازر والانتهاكات.