شهد ريف حمص الغربي اليوم الخميس، حالة من الغضب الشعبي والاحتجاجات عقب اغتيال الشيخ رسول محمد شحود، أحد أبرز علماء الدين الشيعة في المنطقة، في جريمة وُصفت بـ”الغامضة”، وسط تحذيرات من تداعيات طائفية محتملة في محافظة حمص متعددة المكونات.

وأفادت الهيئة العلمائية لأتباع أهل البيت (ع) في سوريا، في بيان، باستشهاد الشيخ شحود إثر تعرضه لعملية اغتيال مسلّحة في قرية المزرعة، الواقعة قرب حي الوعر غرب مدينة حمص، حيث أطلق مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية النار عليه من مسافة قريبة أثناء خروجه من مجلس عزاء، ما أدى إلى استشهاده على الفور، قبل أن يلوذا بالفرار إلى جهة مجهولة.

وعقب انتشار نبأ الاغتيال، خرج المئات من أبناء قرية المزرعة ومحيطها في مسيرات غاضبة، طالبوا خلالها بالكشف الفوري عن الجناة وتقديمهم للعدالة، فيما شهدت المنطقة انتشارًا أمنيًا مكثفًا لقوات الأمن السوري تحسبًا لأي توتر.

ويُعد الشيخ شحود من الشخصيات الدينية والاجتماعية البارزة في ريف حمص الغربي، وعضوًا في الهيئة العلمائية لأتباع أهل البيت (ع)، وقد عُرف بخطبه المؤثرة ومشاركاته الدينية والاجتماعية، وكان يحظى باحترام واسع داخل الطائفة الشيعية ومجتمعه المحلي.

وشهد تشييع جثمان الشيخ شحود هتافات مندّدة بالجريمة، وسط حالة من الحزن والاستنكار، في وقت لم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، فيما رجّحت مصادر محلية ومراقبون أن تكون خلفيات الحادث ذات طابع مذهبي أو استهدافًا لرموز دينية معتدلة.

وتأتي هذه الجريمة في سياق تصاعد حوادث الاغتيال في سوريا خلال الأشهر الماضية، حيث سجّلت مصادر محلية 832 حالة اغتيال منذ مطلع العام الجاري، وسط تحذيرات من محاولات لزعزعة الاستقرار في المناطق التي بدأت تخرج تدريجيًا من تداعيات الحرب.

في المقابل، أصدرت جهات دينية شيعية في سوريا ولبنان والعراق بيانات نعي للشيخ شحود، واصفة إياه بـ”صوت الاعتدال والوحدة”، ومُحمّلة من يقف خلف الجريمة مسؤولية تهديد الاستقرار والسلم الأهلي.

ودعا بيان مشترك صادر عن عدد من المراجع الدينية إلى “ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفوضى الطائفية”، مؤكدًا أن الشيخ شحود كان رمزًا للتعايش السلمي والتلاقي بين مكوّنات الشعب السوري.

المصدر: وكالة يونيوز