نتنياهو يطلب تعهّدًا أميركيًا لاستئناف الحرب… عقبات كبرى لا تزال أمام اتمام الاتفاق - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يطلب تعهّدًا أميركيًا لاستئناف الحرب… عقبات كبرى لا تزال أمام اتمام الاتفاق - كورة نيوز, اليوم الخميس 10 يوليو 2025 03:46 مساءً

يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى انتزاع تعهد مكتوب من الإدارة الأميركية يسمح له باستئناف الحرب على قطاع غزة في خضم المفاوضات على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وذلك خلال زيارته الحالية إلى واشنطن، التي أرادها أن تكون “جولة النصر” بعد العدوان على إيران، ولكنها تشارف على الانتهاء بلا نتائج معلنة.

وفي السياق، تؤكّد وقائع جولات التفاوض المتكررة بخصوص غزة حتى الآن، أن تقليص النقاط الخلافية لا يعني بالضرورة بلوغ اتفاق نهائي، على الرغم من التقدّم المُسجّل في الأيام الأخيرة. فالتهدئة المرتقبة لا تزال قائمة على تعهّدات شفهية قدّمتها الولايات المتحدة للأطراف المعنية، لضمان وقف إطلاق النار، من دون أن تُترجم هذه الوعود إلى “التزامات مكتوبة” يمكن العودة إليها عند الحاجة، ما يجعل الاتفاق هشّاً وقابلاً للانهيار في أي لحظة، كما حدث في آذار/مارس الماضي.

أما بشأن المفاوضات الجارية حول غزة في الدوحة، فقد قالت الصحيفة إن مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف، عاد من واشنطن إلى فلوريدا ويستعد للتوجّه إلى قطر، إلا أن موعد الزيارة لم يُحدد بعد. ونقلت عن مصدر إسرائيلي أن “نتنياهو يريد تعهّدًا أميركيًا مكتوبًا يتيح له العودة للقتال في غزة”، ليستخدمه في إقناع الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. واعتبرت “هآرتس” أن ترامب ربما أعطى مثل هذا التعهّد شفويًا، لكن نتنياهو يريد توثيقه.

وفي هذا الاطار، رأت صحيفة “هآرتس” أن “المسألة الجوهرية التي لا تزال عالقة في مفاوضات الدوحة تتعلق بخطوط الانسحاب من غزة، وتحديدًا بـ”إصرار نتنياهو على بقاء السيطرة الإسرائيلية على مدينة رفح”، من أجل إنشاء بنية تحتية لما وصفته بـ”منطقة تركيز سكاني” تُستخدم لاحقًا لدفع الفلسطينيين نحو الخروج إلى مصر.

وأضافت أن “حماس ترفض ذلك، وكذلك الوسطاء”، وأن المسألة لن تُحسم قبل وصول ويتكوف إلى الدوحة. ونقلت عن مصادرها أن “تأخّر وصوله يقلق بعض الأطراف، لكن المؤشرات تدلّ على أن المحادثات لا تزال جدية وفعّالة”. وخلصت الصحيفة إلى أنه “إذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق بحلول الأحد المقبل، فإن ذلك سيكون مؤشّرًا على تراجع النوايا الحسنة”، مشيرة إلى أن “الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة وويتكوف”.

كما إن الخطاب السياسي الإسرائيلي حول تهجير السكان الفلسطينيين عاد ليتصاعد تحت مسميات “إنسانية”، مثل إعادة تجميع الغزيين في منطقة رفح جنوبي القطاع لمنع إيذائهم، وهو ما يؤكد أن هدف العدو لم يعد تحقيق “نصر إستراتيجي” على حركة “حماس” فقط، بل إعادة تشكيل الواقع السكاني لخدمة أجندة استيطانية عنوانها محو الوجود الفلسطيني نفسه.

وبحسب ما يتسرّب من الدوحة، حسبما كتبت “صحيفة الأخبار” اللبنانية، فإن العقبات أمام التوصل إلى تسوية دائمة ما تزال كبيرة جداً، متشعّبة ومتداخلة. إذ إن نتنياهو لا يفتأ يعمل على تأمين مسار يتيح استنئاف القتال بعد الـ60 يوماً، في حين يضغط حلفاؤه من اليمين المتطرّف في الائتلاف الحكومي نحو تصعيد سياسات الترحيل القسري، وهو ما لا يمانعه رئيس الحكومة أصلاً. وفي المقابل، تتمسّك حركة «حماس» بموقفها الرافض تقديم تنازلات من دون ضمانات واضحة وملزمة لإسرائيل، تحول دون عودة الحرب. أما العامل الأكثر تأثيراً، فهو الجهود الأميركية غير الكافية حتى اليوم لإحداث اختراق حقيقي، وهو ما يثير تساؤلات حول جدية واشنطن في مسعاها لإيجاد تسوية شاملة، ويطرح إمكانية الاكتفاء بإنجاز مؤقت رمزي، على نحو ما يجري العمل عليه حالياً في الدوحة.

وفي خضم ذلك، تكاد جميع الإشارات الواردة من تل أبيب ومن واشنطن، ومن الميدان أيضاً، تشي بأن التهجير هو وجهة إسرائيل وهدفها الرئيسي في هذه المرحلة. إذ ثمة تصميم وعمل واضحان على إعادة توزيع السكّان في غزة، وحشرهم في مناطق محدّدة (رفح) تحت مسمّى “المدينة الإنسانية”، وهو ما يعدّ جزءاً من إستراتيجية ممنهجة، تلقى الدعم الكامل من الحكومة الإسرائيلية بتركيباتها المختلفة للوصول إلى واقع جديد عنوانه: ضمّ القطاع بلا سكانه.

والواقع أن هذا المشروع لا يلقى ممانعة أميركية، بل ربما يجد دعماً وتحفيزاً، خصوصاً أن فكرة نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة، جاهر بها أولاً الرئيس دونالد ترامب به بعد دخوله إلى البيت الأبيض. وهكذا، يَظهر عبر طبيعة المفاوضات الجارية وتركيزها على الحلول الرمزية والمؤقتة، أن هناك توجّهاً أميركياً – إسرائيلياً لاستخدامها غطاء لمواصلة تنفيذ سياسات استيطانية وتهجيرية، بحيث تتحوّل الهدنة إلى مدة لتحسين الأوضاع وإعادة التموضع، وتسهيل المهمة الأكبر المتمثلة بالتهجير.

وعلى هذه الخلفية، يرفض نتنياهو أي حديث عن إيقاف الحرب أو فتح مسار ما لإنهائها، كون استمرارها هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق هدف التهجير، إن لم يكن إلى خارج القطاع، فإلى المدينة الإنسانية المزعومة، والتي يُفترض أن يبدأ منها الترحيل “الطوعي”. ولعلّ ذلك هو ما يفسّر تمسّك “إسرائيل” بما يسمى محور “موراغ” (ممر صوفيا إلى الجنوب من خانيونس)، الذي يعدّ العقبة الرئيسية الآن أمام التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة، بالنظر إلى أن المساحة الضيقة بين محورَي “موراغ” و”فيلادلفيا” هي التي يقصدها الإسرائيليون عندما يتحدثون عن “المدينة الإنسانية”. وفي هذا “تكتيك” يتيح لهم السيطرة على بقية مناطق القطاع تحت ذريعة الأمن، ليُصار لاحقاً إلى ضمها أو استخدامها لأغراض استيطانية وعسكرية.

مع ذلك، بدا لافتاً إصرار ترامب، خلال استقباله نتنياهو في واشنطن، على أن حماس تريد وقفاً لإطلاق النار، في تقييم يؤشّر إلى تفاؤل شخصي أو ضغوط أميركية يرى أنها ستؤدي إلى اتفاق قريب، ما يعني ترجيح هذه الفرضية الأخيرة، رغم أن التجربة أثبتت مراراً أن تصريحات الرئيس الأميركي لا تعكس دائماً ما يستقرّ عليه الواقع. أما نتنياهو فتحاشى التعليق بشكل مباشر على قضية تبادل الأسرى وتعليق القتال، إلا ضمن إشارات غامضة تحتمل التفسير والتأويل، وهو ما يُظهر عدم استعداده للانخراط في اتفاق دائم.

زيارة ذات أهمية محدودة؟

ومن جهة ثانية، أشارت صحيفة “هآرتس” اليوم الخميس، إلى أن جدول أعمال نتنياهو لم يظهر “أي مستجدات دراماتيكية”، رغم أنه استعان قبل نحو عشرة أيام برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد واصطحبهما إلى المحكمة المركزية في “تل أبيب” لتقديم تقييمات سرية تصبّ في مصلحة تأجيل محاكمته بقضايا فساد.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو زار مدنًا مختلفة في الكيان خلال الأسبوع الأول من تموز/ يوليو، وفي الأسبوع الثاني توجّه إلى واشنطن، في زيارة أثارت تساؤلات بسبب توقيتها، إذ يتزامن وجوده هناك مع عطلة الكونغرس، وانعدام اللقاءات المؤثرة، ما جعل الصحيفة تصف لقاءاته مع أعضاء كونغرس بأنها “قصيرة وذات أهمية محدودة”.

أما اللقاءات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد وصفتها “هآرتس” بأنها “خالية من المحتوى”. ولفتت إلى أن الاجتماع الأول، الذي تقرر بداية أن يكون مغلقًا، فتحه ترامب فجأة للصحافيين، لكنه لم يقدّم خلاله أي مواقف جديدة.

وكان اللقاء الثاني مغلقًا بالكامل، ولم يُسمح حتى للصحافيين الأميركيين بتغطيته، ولم يغرّد ترامب عنه، كما لم تتسرب تفاصيله. في المقابل، اكتفى نتنياهو بنشر مقطع فيديو “ضعيف المحتوى” من بيت الضيافة الرسمي للرئيس الأميركي، بلير هاوس، بحسب وصف الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مرافق للوفد الإسرائيلي قوله إن “نتنياهو أراد جولة انتصار (بعد الحرب على إيران) وقد حصل عليها في البيت الأبيض”، لكن الصحيفة أشار إلى أن تركيز الرأي العام الأميركي تحوّل بسرعة من الملف الإيراني إلى كوارث داخلية، أبرزها حادثة إطلاق النار الجماعي في ولاية تكساس.

مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن هناك “تفاهمًا تامًا بين “إسرائيل” والولايات المتحدة في ما يتعلق بالملف الإيراني”، حيث تبدي واشنطن رغبة باستئناف المفاوضات مع طهران حول الملف النووي، مقابل تفاهم ضمني مع العدو يسمح لها بمهاجمة منشآت إيرانية لإنتاج الصواريخ الباليستية إذا أعيد بناؤها.

وفي ما يتعلّق بسورية، أفادت “هآرتس” أنه لا توجد تطورات تذكر. وقالت إن “إسرائيل قد تنسحب من المناطق القريبة من البلدات السورية التي احتلتها في كانون الأول/ ديسمبر، لكنها ترفض الانسحاب من قمة جبل الشيخ”. ورأت الصحيفة أن نتنياهو يعتبر تلك القمة “أصلًا إسرائيليًا إستراتيجيًا للأبد”. كما تهرّب مصدر سياسي رفيع – بحسب الصحيفة – من الإجابة على أسئلة تتعلق بتقييم “إسرائيل” للنظام السوري الجديد.

ولم تستبعد “هآرتس” استمرار التنسيق الأمني بين الكيان والنظام السوري، برعاية خليجية، بشكل غير معلن، مضيفة “لا يبدو أنه سيصدر إعلانا رسميا بشأن العلاقات مع سورية في المستقبل القريب. الولايات المتحدة لا تضغط على “إسرائيل”، ومن وجهة نظرها، ستفعل الأطراف ما تراه مناسبًا لها”.

المصدر: جريدة الأخبار+ مواقع إخبارية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق