في خطوة تعكس تصاعد التوترات الاستخباراتية، أعلنت وزارة أمن الدولة الصينية، يوم الخميس، عن إحباط ثلاث محاولات تجسس خطيرة، تورط فيها موظفون حكوميون سقطوا في فخاخ تنوعت بين الإغواء والابتزاز والمقامرة.

وفي بيان رسمي، حذّرت الوزارة من أن "الجواسيس الأجانب يكثّفون محاولاتهم للتسلل إلى الصين وسرقة أسرارها"، دون توجيه أصابع الاتهام مباشرة لأي دولة، وإن كانت الاتهامات المتبادلة بين بكين وواشنطن في هذا المجال تتكرر بوتيرة متزايدة.

الجاسوس "لي".. من علاقة عاطفية إلى خيانة

روى البيان تفاصيل إحدى القضايا التي وصفها بـ"المثيرة للقلق"، تتعلق بموظف حكومي يُدعى "لي"، سافر إلى الخارج في مهمة رسمية، وهناك وقع في فخ الإغواء من قبل عميلة استخبارات أجنبية.

وذكرت الوزارة أن "لي لم يتمكن من مقاومة الإغراء"، ودخل في علاقة حميمة مع العميلة التي كانت تراقبه عن كثب، قبل أن تُهدده بصور شخصية حساسة وتبتزّه مقابل الحصول على معلومات رسمية بعد عودته إلى الصين. وقد أُدين لاحقًا بالتجسس وصدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات.

المقامر "هو".. وثائق مقابل المال

وفي قضية ثانية، كشفت الوزارة أن موظفًا حكوميًا آخر يُدعى "هو"، كان يعمل في بلدية صينية، باع أسرارًا رسمية لوكالات أجنبية بعدما خسر مبالغ مالية ضخمة في المقامرة. واستغلّ "هو" موقعه لتصوير مستندات سرية ونقلها إلى الخارج مقابل مبالغ مالية.

الموظف الساذج.. المعلومة إلى العائلة ثم إلى الخارج

أما الحالة الثالثة، فتتعلق بشاب فقد وظيفته الحكومية بعد أن شارك معلومات سرية مع أحد أقاربه، والذي بدوره قام بتصويرها وتسريبها إلى جهات استخباراتية أجنبية.

تحذير صارم من الوزارة

قالت وزارة أمن الدولة في بيانها إن بعض الموظفين "وقعوا ضحية التجسس نتيجة غياب الانضباط وتراجع القيم والمبادئ، ما جعلهم عرضة للابتزاز والانخداع"، مؤكدة أن "التهاون في الالتزام المهني قد يُكلّفهم مستقبلهم، بل وحريتهم".

تصعيد في ملف التجسس

ويأتي هذا الإعلان وسط تزايد الحرب الاستخباراتية بين الصين والغرب، وخصوصًا الولايات المتحدة، التي تتبادل مع بكين اتهامات متكررة بالتجسس السيبراني والبشري.

وكانت الصين قد أصدرت، في مارس الماضي، حكمًا بالإعدام بحق مهندس صيني سابق، بعد إدانته بتسريب معلومات حساسة إلى جهات أجنبية، في ما اعتُبر حينها من أخطر قضايا التجسس التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وفي ختام بيانها، دعت الوزارة جميع موظفي الدولة إلى رفع درجة اليقظة والتزام أقصى درجات السرية، مؤكدة أن "خطر الجواسيس لم يعد نظريًا بل واقعًا يوميًا".

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك