اكتشاف أثري مذهل في أسوان يكشف أسرار ملوك مصر قبل الأهرامات - كورة نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في اكتشاف أثري نادر ومثير، عثر فريق من علماء الآثار على نقش صخري فريد في جنوب مصر، يُرجّح أنه يعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، أي قبل بناء الأهرامات بعدة قرون، مما يلقي الضوء على أسرار الدولة المصرية في مهدها الأول.

النقش المكتشف بالقرب من مدينة أسوان، يعرض مشهدًا فنيًا دقيقًا ومذهلًا في تفاصيله، يصوّر شخصية ملكية مهيبة تجلس على متن مركب مزخرف، بينما يقوم خمسة أشخاص بسحب المركب بواسطة الحبال، ويتولى سادس توجيهه باستخدام مجداف. وتظهر على الشخصية الرئيسية سمات الملوك الأوائل، أبرزها اللحية المستعارة المدببة، التي أصبحت لاحقًا رمزًا ثابتًا للفرعونية.

ينتمي لعصر التوحيد السياسي المبكر

وبحسب دراسة نشرت في مجلة Antiquity العلمية، فإن النقش يُعد من أقدم الشواهد الفنية المرتبطة بفترة التوحيد السياسي بين شمال وجنوب مصر، تحديدًا في عهد الأسرة الأولى، وهي المرحلة التي شهدت نشأة الدولة المركزية المصرية.

ورغم أن توقيت النقش يسبق مباشرةً عهد الفرعون نعرمر، المعروف بتوحيد القطرين حوالي عام 3100 قبل الميلاد، إلا أن الباحثين استبعدوا أن تكون الشخصية المرسومة تمثّل نعرمر ذاته، مما أضفى غموضًا إضافيًا حول هوية الملك أو الزعيم المرسوم على اللوحة.

اكتشاف وسط التكوينات الصخرية القديمة

وُجدت اللوحة الصخرية داخل تجويف ضيق بين تكوينات حجرية كانت تستخدم كمحاجر منذ العصور القديمة، وقد غطتها طبقات من الأنقاض، وكان موقعها قديمًا يطل على مشهد بانورامي خلاب لنهر النيل. ورغم اكتشاف نقوش أخرى في نفس الموقع تنتمي لعصور مختلفة، إلا أن هذا النقش هو الأول الذي يعود بشكل قاطع لعصر الأسرة الأولى.

رمزية عميقة وتحولات سياسية

ويوضح الدكتور دوريان فانهول، عالم المصريات من متحف "موسيه دو مالغريه-توت" البلجيكي، أن المشهد المصوّر يحمل رمزية أيديولوجية متعددة الأبعاد، حيث يُعد المركب رمزًا محوريًا في العقيدة والفن المصري القديم، بما في ذلك رحلة الملوك والآلهة.

ويلفت فانهول إلى أن توجّه المركب شمالًا - عكس اتجاه تيار النهر - يشير إلى نية رمزية تتعلق بالسيطرة أو التوسع السياسي، كما أن وجود شخصية فردية بارزة وسط مشهد عام يبرز تحوُّلًا فنيًا وثقافيًا يعكس صعود مفاهيم السلطة المركزية وتقديس الزعامة الفردية.

بين ما قبل الأسرات والعصر العتيق

يؤرّخ النقش إلى المرحلة الانتقالية بين عصر ما قبل الأسرات والعصر العتيق، وهي حقبة مفصلية في التاريخ المصري، شهدت تشكل البنية السياسية والبيروقراطية الأولى للدولة، وظهور الكتابة الرمزية، وبدايات توثيق الحكم والشرعية من خلال الفن.

ويُعتبر النقش شاهدًا فنيًا نادرًا على التحولات الاجتماعية والسياسية التي مهدت الطريق لقيام أول دولة مركزية في التاريخ، حيث لم تكن النقوش مجرد فن، بل أداة لنقل الرسائل السياسية وترسيخ سلطة الملوك الأوائل.

أهمية الاكتشاف

يُضيف هذا الاكتشاف بعدًا جديدًا لفهمنا لتاريخ مصر القديمة، قبل الأهرامات، ويؤكد أن التحول نحو الدولة المركزية كان تدريجيًا ومعقّدًا، رافقته تغيّرات عميقة في المفاهيم الثقافية والفنية والدينية.

ويأمل العلماء أن يفتح هذا النقش الباب لمزيد من الدراسات حول بدايات نشوء السلطة الملكية في مصر، ودور الفن الصخري كوسيلة للتواصل السياسي والديني في المراحل الأولى من الحضارة المصرية.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : اكتشاف أثري مذهل في أسوان يكشف أسرار ملوك مصر قبل الأهرامات - كورة نيوز, اليوم الخميس 10 يوليو 2025 02:24 مساءً

أخبار ذات صلة

0 تعليق