إجراء تعديلات بسيطة على نمط الحياة يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتقليل خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب، خاصة مع التقدم في العمر، حتى ممارسة المشي البسيطة يمكن أن توفر حماية كبيرة ضد هذه الأمراض المزمنة، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع “تايمز أوف انديا”، فالمشي ليس مجرد نشاط بدني، بل هو استثمار في صحتك المستقبلية

أهمية سرعة المشي للحد من خطر الإصابة بالخرف

تقييم نشاط المشي، الذي يعتمد على استبيان النشاط البدني الإجمالي مدى الحياة، يظهر أن شدة المشي ومدته تؤثران بشكل كبير على الصحة الإدراكية، المشاركون في الدراسات صنفوا بناءً على سرعة المشي، شدته (منخفضة، متوسطة، أو شديدة)، والعمر الذي بدأوا فيه المشي (منتصف العمر أو أواخر العمر)، وفقًا لأبحاث المكتبة الوطنية للطب في الهند (NLM)، النشاط البدني هو وسيلة وقائية وفعالة من حيث التكلفة لمكافحة الخرف، الدراسات الحديثة تؤكد أن المشي وحده يمكن أن يحسن صحة الدماغ، فهو لا يحتاج إلى تدريب خاص، ولا يكلف شيئًا، ويمكن ممارسته في أي مكان، مما يجعله خيارًا مثاليًا لجميع الأعمار

المشي البطيء يعتبر عامل خطر رئيسي للإصابة بأعراض الزهايمر أو تفاقمها، هذا يشير إلى وجود علاقة عكسية بين المشي والتدهور المعرفي، فالمشي المنتظم يقلل الخطر، والعكس صحيح، العديد من الدراسات طويلة الأمد تدعم هذا، النساء الأكبر سنًا اللواتي يمشين بوتيرة أسرع يظهرن انخفاضًا في احتمالية التدهور المعرفي على مدى 6 إلى 8 سنوات، الرجال الأكبر سنًا الذين يحافظون على روتين مشي منتظم يقل لديهم خطر الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ

النتائج الرئيسية تشير إلى أن الأشخاص الذين يمارسون المشي المنتظم، بكثافة معتدلة إلى مكثفة، وخاصة من يمشون أكثر من 360 دقيقة أسبوعيًا، يظهر لديهم انخفاض في خطر التدهور المعرفي المرتبط بالزهايمر مقارنة بغير الممارسين أو من يمارسون نشاطًا أقل كثافة أو غير منتظم، توقيت بدء المشي مهم أيضًا، فمن بدأوا في منتصف العمر (40-64 عامًا) يتمتعون بحماية معرفية أقوى من أولئك الذين بدأوا في مراحل متقدمة من العمر

كيف يساعد المشي في علاج أمراض القلب؟

أظهرت دراسات عديدة أن المشي بانتظام، لمدة 20 إلى 60 دقيقة يوميًا، عدة مرات في الأسبوع، يمكن أن يقلل بشكل كبير من عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب

في مراجعة لـ 14 دراسة تدخلية حول المشي، نُشرت في المكتبة الوطنية للعلوم الطبية (بين عامي 2009 و2010)، اتبع المشاركون روتين مشي لمدة 12 شهرًا، النتائج أظهرت تحسنًا مستمرًا في لياقة القلب والأوعية الدموية، وهو عامل أساسي في الوقاية من أمراض القلب، وأفاد المشاركون بتحسن قدرتهم على التحمل، وسهولة التنفس أثناء النشاط، وتحسن قدرتهم على ممارسة الرياضة

المشي المنتظم بكثافة معتدلة، الذي يسرع التنفس، ويعرقك قليلًا، أو يجعلك تشعر باحمرار خفيف، هو الأكثر فعالية في تحسين قوة القلب وتدفق الدم، في بعض الدراسات، المشي خفض ضغط الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف أو المعرضين للخطر بسبب التقدم في السن أو ظروف أخرى

وتشمل الفوائد الصحية الأخرى للمشى والمرتبطة بتحسين صحة القلب.. ما يلي:

انخفاض مستويات الدهون في الجسم وإنقاص الوزن
تحسين مستويات الكوليسترول
تحسين مشكلات الدورة الدموية والوقاية من مرض الشرايين الطرفية