تستمر أسواق الأسهم الآسيوية في التحرك ضمن نطاقات متذبذبة، وسط أجواء من الترقب تسيطر على المستثمرين، في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، واقتراب الانتخابات في اليابان، والتطورات المرتبطة بقطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

هذا المشهد غير المستقر يجعل من السوق الآسيوية نقطة تركيز رئيسية للمحللين والمستثمرين، حيث تلعب عوامل متعددة دورًا محوريًا في تحديد الاتجاهات.

الأسهم الصينية تتراجع وسط بيانات صناعية ضعيفة

بدأت الجلسات الآسيوية بتراجعات لافتة في الأسواق الصينية، مدفوعة ببيانات صناعية أضعفت شهية المخاطرة. وتراجعت مؤشرات شنغهاي وشنشن، ما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي مستمر قد يؤثر على مجمل أداء المنطقة.

بورصة طوكيو تترقب الانتخابات اليابانية والمفاوضات التجارية

في اليابان، اتسم أداء الأسواق بالحذر، حيث يقترب موعد الانتخابات البرلمانية، ما يدفع المستثمرين إلى التريث في اتخاذ قرارات استثمارية كبيرة. كما تلعب المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وآسيا دورًا هامًا في تشكيل المشهد، مع احتمالات استمرار التعريفات الجمركية على الصين.

هونغ كونغ تواصل الصعود.. التكنولوجيا تقود الزخم

برزت بورصة هونغ كونغ كالنقطة المضيئة في الأسواق الآسيوية، مسجلة خامس جلسة صعود متتالية. وكان الفضل في هذا الصعود القوي يرجع إلى أداء شركات التكنولوجيا الكبرى، ما يعكس أهمية القطاع التقني في دعم الاتجاه الصاعد للأسواق، حتى في أوقات التوتر.

الذكاء الاصطناعي ورقائق H2O تعيدان الأمل للأسواق

شهدت الأسواق دفعة معنوية إيجابية بعد إعلان وزير التجارة الأميركي عن استئناف مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي (H2O) إلى الصين، في إطار مفاوضات حول المعادن النادرة. كما أُعلن عن نية مراجعة تصدير شرائح (MI308)، ما يشير إلى انفراجة محتملة في الحرب التجارية.

وتعززت هذه المعطيات بتصريحات من الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، الذي وصف الذكاء الاصطناعي الصيني بأنه "قوة محركة للتقدم العالمي"، مؤكدًا أن القطاعات التقنية باتت محورًا للتنمية الاقتصادية في آسيا.

أداء متفاوت للمؤشرات الآسيوية

أظهر أداء الأسواق تفاوتًا كبيرًا؛ ففي حين ارتفعت مؤشرات مثل:

• نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.25%

• هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.2%

• ستريتس تايمز السنغافوري بنسبة 0.2%

فقد شهدت أسواق أخرى تراجعات مثل:

• كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 0.9%

• شنغهاي بنسبة 0.2%

• سينسكس الهندي بنسبة 0.2%

• آسيا داو بنسبة 0.3%

ما يعكس وجود زخم سلبي مختلط، وسط ترقب المستثمرين لأي إشارات خارجية قوية تغير المسار الحالي.

وول ستريت تزيد الضغوط على الأسواق الآسيوية

على الجانب الآخر، ساهم أداء الأسواق الأميركية في تعزيز حالة الترقب في آسيا؛ حيث تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1%، وS&P 500 بنسبة 0.4%، بينما خالف ناسداك الاتجاه بصعوده إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بدعم من قطاع التكنولوجيا.

هذا الأداء المتقلب يعزز من شعور الحذر العالمي، ما ينعكس مباشرة على تعاملات الأسواق الآسيوية بين التذبذب والترقب.

نظرة تحليلية مستقبلية: هل يشكل الذكاء الاصطناعي طوق نجاة للأسواق الآسيوية؟

رغم كثافة الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية، يبدو أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي، وعودة تدفق الشرائح التقنية، يمكن أن يشكّلا عناصر توازن واستقرار في المرحلة المقبلة، خصوصًا مع انفتاح محتمل في السياسات التجارية.

ومع استمرار الانتخابات اليابانية، والمفاوضات بين واشنطن وبكين، تبقى الأسواق الآسيوية بين التذبذب والترقب، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.