نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحيل ”الإعصار ذو العمامة”.. وفاة أكبر عدّاء ماراثون بالعالم في حادث مأساوي - كورة نيوز, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 04:13 مساءً
توفي العداء الهندي البريطاني فوغا سينغ، الذي يُعتقد أنه أكبر عداء ماراثون في التاريخ، عن عمر يناهز 114 عامًا، إثر تعرضه لحادث دهس في قريته "بياس بيند" بولاية البنجاب الهندية. وأوضحت الشرطة أن سيارة مجهولة صدمته أثناء عبوره الطريق، وتوفي لاحقًا في المستشفى متأثرًا بإصاباته.
كان سينغ رمزًا عالميًا في رياضة الجري، بعدما بدأ مسيرته الرياضية في عمر 89 عامًا، وشارك في تسعة سباقات ماراثون كاملة بين عامي 2000 و2013.
من الحقول إلى العالمية.. مسيرة استثنائية
ولد فوغا سينغ عام 1911 في البنجاب، وواجه صعوبات في طفولته بسبب ضعف ساقيه. عمل مزارعًا معظم حياته، ولم يكن على دراية برياضة الماراثون حتى سن متأخرة. بعد وفاة زوجته وابنه، عاش فترة من الحزن، لكنه قرر أن يتجاوز آلامه من خلال الركض، ليبدأ فصلًا جديدًا من حياته وهو في أواخر الثمانينيات.
في لندن، التقى بعدائين سيخ كبار السن، ليصبح أحدهم لاحقًا مدربه ومرشده الرياضي، هارماندر سينغ، الذي لعب دورًا محوريًا في تطوير قدراته.
نجاحات محلية وعالمية رغم التحديات
شارك سينغ لأول مرة في ماراثون لندن عام 2000، قبل بلوغه 89 عامًا بشهر، متحديًا صعوبات السن ومطالبات المنظمين بعدم ارتداء العمامة السيخية، التي أصر على ارتدائها. كانت مشاركته رسالة إلهام للكثيرين، وقد دعم جمعيات خيرية بالأموال التي جمعها من السباقات، وبرز لاحقًا كأيقونة عالمية في حملة "المستحيل لا شيء" لشركة أديداس.
أنهى ماراثون تورنتو 2011 وهو بعمر 100 عام، في وقت بلغ 5 ساعات و40 دقيقة، رغم أن موسوعة غينيس لم تعترف برقم عمره لغياب وثائق رسمية لميلاده.
تقدير رسمي وشعبي لإنجازاته
حمل سينغ شعلة أولمبياد لندن عام 2012، وتلقى دعوات من ملكة بريطانيا ورئيس وزراء باكستان، كما عُرف بلقب "الإعصار ذو العمامة". خصص ناديه "سيخ إن ذا سيتي" جميع فعالياته حتى مارس 2026 لتكريم مسيرته، مع خطط لبناء نادٍ رياضي يحمل اسمه في إلفورد بلندن، حيث عاش سنواته الأخيرة.
وقال مدربه: "كان رمزًا للإنسانية ومصدرًا لا ينضب للطاقة الإيجابية"، بينما نعاه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ووصفه بـ"الرياضي الاستثنائي".
إرث خالد ورحلة ملهمة
رغم تقدمه في السن، حافظ سينغ على نشاطه، وكان يسير يوميًا عدة أميال. كان يؤمن بأن سر عمره الطويل يكمن في "تناول كميات قليلة من الطعام، والجري المستمر، والحفاظ على السعادة".
في لقائه الأخير مع بي بي سي قبل وفاته بأسابيع، قال: "ما زلت أتجول في القرية لأحافظ على قوة سيقاني. الجسد أمانة، وعلى الإنسان أن يعتني به".
واليوم، يرحل فوغا سينغ بجسده، لكن تاريخه وإرثه الملهم يبقيان خالدان في ذاكرة العالم، كدليل على أن العمر ليس عائقًا أمام الحلم.
0 تعليق