تشهد عدة دول أوروبية، وفي مقدمتها إيطاليا، موجة من السخط الشعبي على خلفية الارتفاع الحاد في أسعار الشواطئ الخاصة، حيث تصل تكلفة الدخول مع تأجير كراسي الاستلقاء والمظلات إلى نحو 90 يورو في اليوم الواحد، ما جعل كثيرًا من الإيطاليين يقاطعون هذه المصايف الفاخرة، التي باتت حكرًا على الأغنياء والسائحين الأثرياء.

ارتفاع أسعار المصايف الفاخرة يصل إلى 90 يورو يوميًا

ووفق تقارير إعلامية أوروبية، فقد تصاعدت الدعوات لمقاطعة الشواطئ الخاصة، بالتزامن مع احتجاجات واسعة النطاق ضد السياحة الجماعية في كل من إيطاليا وإسبانيا والبرتغال، حيث استخدم المتظاهرون مسدسات المياه لرش السياح، في مشهد يعكس حجم الغضب الشعبي من ضغوط القطاع السياحي على الحياة اليومية للسكان.

أزمة الإسكان وتكاليف المعيشة

يرى النشطاء أن التدفق المفرط للسياح أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات وإجبار السكان المحليين على مغادرة مساكنهم في المناطق السياحية، ما فاقم أزمة الإسكان ورفع تكاليف المعيشة، وحوّل مراكز المدن التاريخية إلى أماكن مزدحمة وغير مهيأة للاستخدام اليومي من قبل المواطنين.

موجة احتجاجات أوروبية متصاعدة

امتدت المظاهرات إلى سبع مدن إسبانية، من بينها برشلونة، غرناطة، بالما، وإيبيزا، بالإضافة إلى احتجاجات في العاصمة البرتغالية لشبونة، والمدن الإيطالية السياحية الكبرى مثل البندقية، جنوة، باليرمو، ميلانو، ونابولي. كما أقام المحتجون مخيمات مؤقتة في جزيرة إيبيزا، حيث يعيش العشرات في ظروف صعبة بدون كهرباء أو مياه أو صرف صحي، في محاولة لتسليط الضوء على معاناة السكان المحليين.

احتجاجات في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال للحد من السياحة الجماعية

ويؤكد المشاركون في هذه الحملات أن الهدف ليس القضاء على السياحة، بل إعادة تنظيمها بشكل يوازن بين مصالح السكان المحليين والحفاظ على النشاط الاقتصادي، بما يضمن بقاء المدن الأوروبية قابلة للعيش لسكانها الأصليين.