وحسب الصحيفة، يتم تسليم المعلومات الاستخباراتية التي تجمعها طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) وأصول بريطانية أخرى في المنطقة إلى الجيش الإسرائيلي لتوفير معلومات فورية عن تحركات الإسرائيليين المحتجزين.

ورفضت وزارة الدفاع البريطانية الكشف عن أنواع الطائرات التي تستخدم حاليا في عمليات البحث، في وقت تستعد فيه إسرائيل للإعلان عن خطة محدثة للحرب على غزة.

وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن طائرات (Shadow R1) نفذت مئات المهمات فوق غزة حتى الشهر الماضي، وكانت تقلع من قاعدة (RAF Akrotiri) في قبرص.

وتعتبر طائرة (Shadow R) إحدى طائرات المراقبة المتخصصة التابعة لسلاح الجو الملكي، والمزودة بأجهزة استشعار بصرية وإلكترونية عالية الدقة لجمع المعلومات، حيث يمكن لهذه التكنولوجيا المتقدمة مراقبة قوافل المركبات والشوارع والمباني السكنية، والتكبير على تحركات محددة بدقة عالية.

وأكدت وزارة الدفاع أن رحلات المراقبة العسكرية البريطانية لا تزال مستمرة فوق غزة، رغم عدم تسجيل أي رحلات لطائرات (Shadow) في الأيام الأخيرة.

وقال مصدر في سلاح الجو الملكي إن طائرات (Shadow) عادت إلى بريطانيا، لكنه أشار إلى عدم وضوح هوية الطائرات التي تولت مهام المراقبة بديلاً عنها.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، لا يزال أكثر من 49 أسيراً من أصل 251 تم أسرهم في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 محتجزين في غزة، بينهم 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة، ومن بينهم إسرائيلي واحد من أم بريطانية.

وتراجعت العلاقات الوثيقة السابقة بين بريطانيا وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها بعد أن فرضت الحكومة العمالية عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف، وأعلنت أنها ستعترف بدولة فلسطينية إذا لم تتحسن الظروف المعيشية في قطاع غزة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنه شعر بـ"الاشمئزاز والغثيان" جراء "الاستهداف المروع" للفلسطينيين الجائعين الباحثين عن الطعام من قبل الجيش الإسرائيلي، ملوحاً بمزيد من العقوبات.

ومع ذلك، ورغم التوتر الدبلوماسي، واصل الجيش البريطاني دعمه لإسرائيل في مهمتها العسكرية.

وتقوم بريطانيا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 بتسيير طائرات مراقبة فوق غزة لدعم جهود البحث عن الأسرى.

وتشغل طائرة (Shadow) من قبل السرب الرابع عشر في قاعدة (RAF Waddington) في لينكولنشاير.

ومنذ ذلك الحين، نفذت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني مهمات شبه يومية، ترصد الحرب من الأجواء وتجمع معلومات دقيقة عن التحركات على الأرض.

وأكدت وزارة الدفاع أن المعلومات التي تتم مشاركتها مع إسرائيل مخصصة فقط لتحديد مواقع الأسرى.

لكن اللواء البريطاني المتقاعد تشارلي هيربرت، الذي خدم 35 عاماً في الجيش، قال: "من السهل القول إن المعلومات يتم تسليمها فقط بغرض تحديد مواقع الرهائن، لكن في الواقع من المحتمل أن تُستخدم أيضاً لاستهداف حماس وغيرهم".

وأثارت وتيرة الرحلات الجوية وتوقيتها تساؤلات بشأن ما إذا كان طيارو الجيش البريطاني قد شهدوا فظائع على مدى الأشهر العشرين الماضية.

كما تعمل في المنطقة طائرات (Poseidon P8) للدورية البحرية والاستطلاع، إضافة إلى طائرات الاستطلاع الإلكتروني (RAF Rivet Joint) التي تتمتع بقدرات "امتصاص" الانبعاثات الإلكترونية من الاتصالات والرادارات وأنظمة أخرى، وفقاً لسلاح الجو الملكي البريطاني.