طالب رئيس وزراء فلسطين الدكتور محمد مصطفى، بضرورة ممارسة ضغط دولي فعّال لوقف ما وصفه بـ"حرب الإبادة والتجويع" التي تُمارس بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. جاء ذلك في سلسلة لقاءات سياسية عقدها في نيويورك مع عدد من رؤساء وفود الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن "التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين".

وأكد رئيس وزراء فلسطين خلال هذه اللقاءات أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات كارثية، في ظل استمرار العمليات العسكرية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وفرض حصار خانق يمنع دخول الغذاء والدواء والوقود، ما تسبب في معاناة إنسانية غير مسبوقة لسكان القطاع.

دعوات لإعادة الإعمار واستعادة الخدمات الأساسية

بحث الدكتور محمد مصطفى، خلال اللقاءات، ضرورة الاستعداد لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة فور وقف العدوان، بالإضافة إلى تنفيذ خطط للإنعاش المبكر وإعادة تأهيل الخدمات الأساسية، كالصحة والمياه والتعليم والكهرباء. وأوضح أن هذه الخطوات تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية الحكومة الفلسطينية لمساعدة المواطنين على الصمود، وتهيئة البيئة المناسبة لإعادة الإعمار الشامل.

كما شدد رئيس وزراء فلسطين على أهمية تحفيز الدول المانحة لعقد مؤتمر دولي للدعم المالي، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، نتيجة إجراءات الاحتلال، واستمرار احتجاز أموال المقاصة من قبل الحكومة الإسرائيلية.

جهود فلسطينية لتوسيع الاعتراف الدولي بالدولة

دعا رئيس الحكومة الفلسطينية إلى مضاعفة الجهود الدبلوماسية على المستوى الدولي، لحشد مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، والعمل على إنهاء الاحتلال من خلال إطار زمني واضح لتطبيق حل الدولتين. وأشار إلى أن المؤتمر الدولي في نيويورك يُشكل فرصة سياسية يجب استثمارها للخروج بخطوات ملموسة تنهي حالة الجمود التي تمر بها عملية السلام.

لقاءات موسعة مع وزراء خارجية وممثلين دوليين

أجرى رئيس وزراء فلسطين سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الدوليين، بينهم وزراء خارجية مصر، العراق، فرنسا، البحرين، كندا، إسبانيا ولبنان، حيث أطلعهم على آخر تطورات الأوضاع في الضفة الغربية وغزة، والانتهاكات المتواصلة من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، لاسيما في القدس المحتلة.

وحضر اللقاءات من الجانب الفلسطيني وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابيكيان شاهين، ووزير التخطيط والتعاون الدولي اسطفان سلامة، بالإضافة إلى السفير رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة.

فلسطين تطالب بتحركات عملية لحل الدولتين

أكد رئيس وزراء فلسطين أن الهدف من هذه اللقاءات هو الوصول إلى تحركات سياسية دولية تفضي إلى تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما دعا إلى ربط الخطاب السياسي بالخطوات العملية الميدانية، وليس الاكتفاء بالبيانات والشعارات، في ظل معاناة الفلسطينيين المستمرة من القتل والحصار والانتهاكات اليومية.