من المكلا، امتدت رقعة الاحتجاجات إلى وادي حضرموت، حيث أقدم محتجون على قطع الخط الدولي الرابط بين تريم وسيئون، ما أدى إلى توقف حركة القواطر التجارية، في تصعيد شعبي واسع النطاق احتجاجًا على تدهور الخدمات الأساسية.

التحرك الجديد يأتي امتدادًا لموجة الغضب التي انطلقت من مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت، تنديدًا بانهيار منظومة الكهرباء، وتدهور العملة المحلية، وغلاء المعيشة، إلى جانب المطالبة برحيل المحافظ مبخوت بن ماضي، ورفض هيمنة المجلس الانتقالي الجنوبي على المؤسسات المحلية في المكلا، عاصمة المحافظة.

المحتجون ندووا برفض المجلس الانتقالي أي رقابة من السلطة التشريعية على مؤسسات الدولة وإيراداتها في المحافظة، وسط اتهامات متصاعدة بالتستر على ملفات فساد.

وكانت مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي، قد طوّقت مقر إقامة لجنة برلمانية في مدينة المكلا، كانت قد وصلت بتكليف من هيئة رئاسة مجلس النواب للإشراف على أعمال المؤسسات الحكومية ومراجعة إيراداتها، قبل أن يقوم الانتقالي بطردها من المدينة.

ووصفت هيئة رئاسة البرلمان ما جرى بأنه تصرف مدان، يهدف إلى عرقلة الرقابة البرلمانية والتغطية على الفساد المتفشي.

واليوم الثلاثاء، ضرب شللٌ تام مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، ويوقف مظاهر الحياة، مع اتساع رقعة العصيان المدني، وسط احتجاجات غاضبة لليوم الثالث على التوالي، تطالب برحيل قيادة السلطة المحلية، وإنهاء التدهور الاقتصادي وانهيار الخدمات، في مقدمتها الكهرباء والمياه والمرتبات.

وأفادت مصادر محلية لـ "المشهد اليمني" بأن المتاجر أغلقت أبوابها، الطرقات الرئيسية قطعت، وتوقفت حركة السير، فيما بدت المؤسسات الحكومية معطلة بالكامل لليوم الثاني على التوالي، وسط استياء شعبي غير مسبوق من أداء السلطات المحلية والمجلس الانتقالي، الذين حمّلهما المحتجون مسؤولية ما وصفوه بـ"الانهيار الكارثي".

وامتدت رقعة الاحتجاجات إلى مدن الشحر، والغيل، وشحير، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي في محافظة غنية بالثروات لكنها تعيش أوضاعًا خدمية صعبة، تفاقمت بانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 40 ساعة متواصلة، وانقطاع المياه عن عدد من الأحياء.

المتظاهرون أكدوا عزمهم على مواصلة الضغط حتى يتم تغيير محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، وإنهاء ما وصفوه بسياسات "العبث والنهب"، داعين كل شرائح المجتمع من مشايخ وأكاديميين وشباب للمشاركة في الوقفات السلمية التي تهدف إلى "اقتلاع الفساد وإحداث تغيير جذري".