أصيب مواطنان بحروق متفاوتة الخطورة، مساء اليوم، إثر اندلاع حريق مفاجئ في حافلة نقل ركاب بمحافظة مأرب، شمالي شرق اليمن، أثناء محاولتهما السيطرة على النيران المشتعلة.

ووفقًا لمصادر محلية مطلعة، فإن الحريق اندلع بشكل مفاجئ في حافلة ركاب تعود ملكيتها للمواطن "بلال عبدالله بسبح"، وذلك أثناء توقفها أمام إحدى محطات الوقود في منطقة "الحصون" الواقعة في مديرية مأرب الوادي، إحدى المديريات الحيوية في شرق المحافظة.

وأشارت المصادر إلى أن الحريق امتد بسرعة كبيرة جدًا، نتيجة لعوامل قد تكون مرتبطة بتماس كهربائي أو تسرب في أنابيب الوقود، ما أدى إلى احتراق الحافلة بالكامل، في وقت قصير، وسط حالة من الذعر والهلع بين المارة والمتواجدين في المكان.

وأكد شهود عيان أن مالك الحافلة "بلال عبدالله بسبح"، بالتعاون مع المواطن "صالح علي سراج"، حاولا على الفور إخماد الحريق باستخدام طفايات يدوية متواضعة، في محاولة يائسة لمنع امتداد النيران، إلا أن شدة الاشتعال حال دون ذلك، ما أسفر عن إصابتهما بحروق في مناطق متفرقة من الجسم، نُقلا على إثرها إلى أحد المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم.

وأشارت المعلومات الأولية إلى أن فرق الدفاع المدني وصلت إلى موقع الحادث بعد وقت قصير من تلقيها البلاغ، حيث عملت على عزل المكان ومنع انتشار الحريق إلى المركبات الأخرى أو محطة الوقود، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة للحريق.

وأثار الحادث مخاوف واسعة بين سكان المنطقة، خصوصًا مع تكرر حوادث الحرائق في المركبات العامة والخاصة، في ظل ضعف الصيانة الدورية، وقلة وسائل السلامة في وسائل النقل، إضافة إلى نقص الكوادر الفنية والتجهيزات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحوادث.

وأعرب عدد من المواطنين عن قلقهم من تزايد الحوادث المشابهة، داعين الجهات المختصة إلى تشديد الرقابة على وسائل النقل، وفرض فحوصات دورية للتأكد من صلاحيتها الفنية، خصوصًا في ظل تزايد عدد الحوادث المرورية والحرائق في الآونة الأخيرة.

في السياق، دعت منظمات محلية إلى تبني حملات توعوية حول السلامة المرورية وطرق التعامل مع الحرائق، مشددة على أهمية تدريب السائقين وأصحاب المركبات على استخدام وسائل الإطفاء الأولية، وضرورة توفر طفايات حريق فعّالة في جميع الحافلات والمركبات التجارية.

ويُذكر أن محافظة مأرب، التي تشهد تدفقًا كبيرًا للنازحين وحركة نقل نشطة بين المحافظات، تعاني من ضغط كبير على البنية التحتية للنقل، ما يزيد من احتمالية وقوع حوادث مشابهة، في ظل غياب خطط تطوير وصيانة شاملة.